من الحلم ما أبقانا على أمل

You are currently viewing من الحلم ما أبقانا على أمل
من الحلم ما أبقانا عل أمل

استيقظ باكرا يفرك عينيه بأصابع مرتعشة ولم يبرح الفزع دواخله بعد ، يفك شفرات حلم راوده متعدد المشاهد متداخل الصور ، علقت بذهنه صور شخوص يعرفها عن كتب وتلاشت معاني حديث من هنا وهناك ، جلس مستويا ، حوقل ، استرجع ، تناول الكأس فعب منه الماء عبا ، أراد أن يرجع الى حضرة النوم عله يستكمل شريط الحلم ، غالبا ماكان سابقا يستيقظ في منتصف حلم كئيب ، يراجع مشاهده كما لو يراجع فصول مسودة رواية على الورق ، ينتقي منها مايطيب له خاطره وينفث الباقي ثم ينادي على النوم وحلمه فيفتي عليه ما أراد ، لكن هذه المرة لم يتبين له الأبيض من الأسود من الحلم .
لم يعد يتذكر من حلمه اللغز سوى حبيبته التي مثلت أمامه بفستان أبيض فاتن ، وقد ارتسم على محياها الملائكي ابتسامة غير مكتملة ، كانت تنظر اليه وتهمس ، وتنتظر منه تجاوبا هو عاجز عنه ، ثم ما لبث أن شاهد حصانا أشهبا يداعب بحوافره رمل شاطئ ، بدا لو أنه حصان غير مروض ، حينها صارت أمواج البحر تصدر مدا متصاعدا ثم توغل في جزرهادئ ، تجلى له حينها يوم مصيف وشمس حارقة في كبد السماء ، لم يكن للطيور أثر سوى من نورس تائه حط على صخرة وظل ينظر اليه مليا .
استلقى على ظهره ، أغمض عينيه ببطء بعدما أخذ نفسا عميقا ، نادى على النوم وحلمه اللغز ، تجسر النوم هذه المرة كذاك الحصان الغير المروض ، وصار حلمه اللغز يرقبه من بعيد كذاك النورس المنفرد التائه ، تاهت أفكاره فباتت بين مد وجزر كموج البحر، أحس بدفىء يسري في أوصاله كشمس حارقة في يوم مصيف ، همس كأنه يهذي :
ـ ” حبيبتي ، هاأنذا في يقظتي ، لم أقو في حلمي على الحديث ، معذرة ، انتظرتني كثيرا ، ولم يبرح الفستان الأبيض قدك الغض ، ولم تهجر ابتسامتك المؤجلة محياك الطاهر ، رغم زحف العمر قدما ، هاأنذا ، مازالت في الحياة بقية ، فان لم نلتق هنا على أرض الغواية ، ففي سماء الطهر موطئ لقاء…..وحب ” .

القاص جمال عتو المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.

اترك تعليقاً