في حَضْرَةِ الغُرُوب ….
سَنا برْقٌ على كأسِ المُدَامِ
فأحيَا قلبَ صَبٍّ مُسْتَهامِ
كأنّي بالغروبِ وقد تَراءى
خلالَ الرّاحِ من خلف الغَمَامِ
ورفَّتْ من قديمِ العشْقِ ذِكرى
رَفيْفُ الوجدِ في جنْحِ الهيَامِ
وظبْيٌ في خَمِيلٍ قد تَثَنّى
هَفا طَرِباً على سَجْعِ اليَمامِ
نَديمي أيّ سِحْرٍ قد شَجَاني
تُرَى هل شَفّني سِرُّ المُدَامِ
فأوقَعَ كلّ جسْمِي في رَحَاها
وأوقَدَ في الحَشَا نارَ الغرامِ
وهامَ بسحْرِها الفيّاضِ ثَغري
وقد أنشَدْتُها عذْبَ الكلامِ
فأغْشَتْنِي وفي نَجْواي همْسٌ
يَنُوْحُ كزهرَةٍ بينَ الرّكامِ
وودّعْتُ الغروبَ على أمانٍ
أرَى في ليْلتي بدْرَ التّمامِ
وأمْلأُ من ندَى الإصْبَاحِ دَنِّي
وأهْدِي للضُّحَى زَهْرَ ابتِسَامي
نضال محمود ..