في جزيرة معزولة – الجزء (7) – ليلة مختلفة

You are currently viewing في جزيرة معزولة – الجزء (7) – ليلة مختلفة
في جزيزة معزولة

بينما إيزلا تعد الأكل إذ اقترب دانيال منها ليساعدها، شكرته على لطفه طالبة منه أن يستريح مع صديقه، فذلك لن يكلفها شيء، لانها في الأصل تحب الطبخ كما أنها لم ترغب أن يظل دانيال بجانبها لشعورها بإحساس غريب يزورها لأول مرة لم تجد له تفسيرا، لذا فضلت الهروب منه بدل الاقتراب إليه.

اجتمعوا حول مائدة الطعام لقد أعدت أكلا شهيا وأصنافا من أطباق السمك اللذيذة، تلك الليلة معظم حديثِهم كان يدور حول عالم البحار وما يوجد في أعماقها وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها دون إلحاق الأذى بها.

أما إيزلا فقد ظلت تستمع إليهم وقد بدت لها ليلة مختلفة عن باقي الليالي السابقة التي قضتها فقط مع أبيها، تكلموا فيها عن مواضيع مختلفة وجالو بعضَ بقاع العالم، فبدأوا بالتحدث عن الحياة في أمريكا والضجيج الذي أرق حياتَهم وأفسد هدوءَهم الذي تحتاجه نفسية كل إنسان، طول الوقت كانت محملقة فيهم ومركزة على حديثهم الذي لم تعهد سماعَه إلى أن ساقها ذلك إلى السرحان في ذلك العالم الغريب وتصورت نفسَها وهي تعيش بينهم، لم يجعلها تستفيق من شرودها سوى نظرات دانيال اليها كل حين وحين.

ورغم شوقها لمعرفة المزيد من أسرار العالم لم تستطع السهر معهم بسبب النوم الذي أطبق عليها، استأذنتهم للذهاب إلى النوم طبعت قبلة على جبين أبيها وعلى كلبها روكي، وصعدت إلى غرفتها تاركة الضيوف مع أبيها حتى يهتم بهم، استلقت على فراشها وهي تفكر في حياة أخرى مختلفة عن تلك التي تعيشها في هذه الجزيرة ، هل إذا قادتها الظروف للعيش مع أناس غربين عنها في بلاد أخرى؟ أيمكن لها أن تتأقلم معهم وتساير تلك الحياة الغريبة الخالية من الهدوء والصفاء، والبعيدة عن الطبيعة.

من المؤكد لن تستطيع فراق البحر وصديقتها إيرس، وعشق الطبيعة الذي نما معها وولّد في قلبها كل الحب والنقاء.

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.

اترك تعليقاً