مرت الأيام ودار زماني
وأنا وفنجاني وصمتي
على نافذة الأمل نترقب
بعد يأس وتيه فاجأني
ليعيدني من حاضري إليَّ
الى رائحة أول فنجاني
ذاك الذي لامسته شفتاي
وبمذاقه انتشت روحي
عاد إحساسي بعودة قهوتي
وأنا التي قضيت بعضا مني
بفنجان مكسور أحتسيها
أعيش مفردات ما رغبتها
كل ذاك الوقت أبحث عنها
هي القهوة ما تغيرت ثابتة
ظلت تتنقل بين الأيدي
ولقارئات الفنجان مطيعة
تنبش في أسرار أنفس متعبة
بحب وعلى مهل تعدل مزاجها
في كل صباح مبكرة وحاضرة
وكأنها تعلن للكل ميلاد حياة
متمردة على خمول ذاكرتها
وللماضي والغد مقبلة وعاشقة
ماخذلتي الآن وقارئة فنجاني
بعد أن حررت رأئحةَ قهوتي
من قيد سجنِ عمرٍ عاشته
لتغمرني بعبقها وطعم مذاقها