كم طرق الحنين باب قلبي
عند الهجوع سكنني وليلي
وساقتني الأشواق لحضنه
برذاذه أيقظ ذاكرتي
كقطرات الندى خفيفا على روحي
ليلبسني أحداثا مضت وسائرة معي
يحيي بعد فقد ما تبقى منّي
وإني لأعيد وجعا كان حلما
بات مع الأيام يؤرقني
ما خِلْتُ الحظ يعاكسني
وأنا التي زرعت بصبري
أمنيات ذاك الحلم في بستاني
وبخيوط الأمل نسجتها
بل على ضوء الصباح أودعتها
علّها تصبو بعد لأي مناها
بأنواره اقتفت طريق غايتها
عادت من حيث أتت منكسرة
والشعاع قد تبددت شعلته
سألتها بلهفة:
أين تراك الآن قاصدة؟
أجابتني والحسرة تملأها:
ما عاد لي مكان سواك
سأمسي كل ليلة كحنين أتَفقّدُك
ناجيت نفسي ودمعة بخدي:
كيف للغيوم أن تحجب طريقها؟
وأن تُسْقِطَها حتى لا تصير حقيقة
ما كانت سوى غيمة اعترضتها
خَلَقَتْ من حكايَةِ أُمْنِيَةٍ حنينا
لأنام وأستيقظ على ذكراها
فيختلط ماضي بحاضري
وبوصلة الزمن ألقتني في تيه
إلى أن عَدَلْتُ بدوري عن عبوره
أحيا أسيرة قصة لا نهاية لها
ما كان الحنين سوى عنوانها