اليتيمة – الجزء (7) – سحر قبلته

You are currently viewing اليتيمة – الجزء (7) – سحر قبلته
اليتيمة سنوهويت

فتحت عيناي على رنات هاتفي كالعادة، نمت هذه الليلة جيدًا فقد كنت سعيدة باللقاء الأول، نسيت أن أقبل أبي البارحة ربما هو غاضب مني، التفت إلى الصورة بكسل وقربتها إلي لأطبع قبلة على جبينه، أعرف أنه يريد معرفة كل شيء عني، لم أبخل عليه، سردت له قصتي من الأول ففرح لفرحي.

نهضت من سريري، أخذت حمامًا وغيرت ملابسي كالعادة، وبعدها نزلت مسرعة ونداء أمي عاليًا أسمعه:

– سنو وايت مهلًا ابنتي، أخاف يومًا أن تسقطي من السلالم يا إلهي متى ستكبرين؟

– لا تخافي علي أمي، فأنا أحب أن أظل طفلة حتى أعيش بعفويتي.

قبَّلتُ أمي وصوفي، فقد اشتقت إليهما، لم أتحدث معهما كثيرًا هذه الأيام، فهما قد تعودتا على ثرثرتي، أشعر أنهما يفتقدانني.

– حسنًا، الفطور جاهز لا تتهربي كعادتك، أريدك أن تهتمي بصحتك، اجلسي معنا فأنت قد نسيت أمك وصوفي.

– حاضر ماما، سأتناول جيدًا فأنا اليوم جائعة، وقد اشتقت لخبز صوفي المحمص والحديث معكما.

– سنو وايت ما بال طفلتنا ليست على عادتها؟ أعرف أنك تخفين عنا شيئًا هل ظهر رجل في حياتك؟

طأطأت رأسي خجلًا وقد احمرت وجنتاي، سمعت قهقهة أمي وصوفي؛ حتى تلعثم لساني ولم أتمكن من إخراج كلمة واحدة حينها قالت صوفي:

– كبرت طفلتنا وبدأت تحب أخبرينا من هو فارس أحلامك الذي سرقك منا؟

سردت لهما الحكاية من بدايتها وأنصتا إلي باهتمام إلى أن تذكرت عملي، فذهبت مهرولة إليه أخاف أن أتأخر وأسمع من المدير ما لا يحمد عقباه.

وصلت وأنا ألهث فشرعت حينها في عملي الروتيني، كانت الملفات كثيرة هذا اليوم لدرجة أنني لم انتبه لوجود ليفيا.

– أهلا سنو وايت اشتقت إليك عزيزتي كيف حالك؟

– بخير ليفيا، أنا أيضًا افتقدتك، ولكن أنت تعرفين من أخذني منك.

– أعرف فأنا متشوقة لمعرفة ما جرى بينكما البارحة، احكي لي بسرعة.

حكيت لها كل شيء، تمنت لي السعادة وأن تدوم محبتنا، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث رن هاتفي لقد كان من جاك.

– ألو حبيبتي كيف حالك؟

– بخير حبيبي وأنت كيف حالك؟ أتمنى أن تكون في أحسن الأحوال.

– بخير حبيبتي، اشتقت إليك كثيرًا لدرجة أني أريد البقاء معك دائمًا.

– ولكن أنت تعرف ظروف كل واحد منا، لهذا عليك أن تقدر حبيبي فأنا لست ملك نفسي.

– أعرف حبيبتي فأنت لديك عمل وأنا في عطلة الآن، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

أنهينا المكالمة بعد أن أخبرني أنه سينتظرني حتى أنهي عملي ليوصلني إلى البيت. كم أنا سعيدة! أخيرًا هناك من يهتم بي ولا يستطيع الاستغناء عني. كنت بحاجة لحنان رجل والإحساس معه بالأمان، أبي مات ولم أنعم بعطفه، وأخي هاجر إلى أمريكا دون أن يهتم لأمرنا، يزورنا فقط كل حين وحين.

ربما جاك سيعوضني ما أفتقده، وجدت فيه ما كنت أبحث عنه، يشبه أبي في حنانه وإحساسه. هو أيضًا مولع بالموسيقى يحب العزف على القيثارة، وعدني أنه سيعزف لي يومًا حين تسمح له الظروف. كم هو رائع خصوصًا حين ينظر إلي وبريق عينيه يشع صوبي لينفد كسهم داخل قلبي.

أنهيت عملي وحان وقت خروجي، كم كنت متلهفة للقياه؛ لذا أسرعت إليه بعد أن ودعت ليفيا، كان بانتظاري لم بشعر حين رآني حتى أخذني في حضنه مقبلًا إياي، يقينًا قد اشتاق الي كما اشتقت إليه. مشينا وأيدينا متشابكة حتى وصلنا إلى البيت، دعوته للدخول حتى يتعرف على أمي وصوفي ففرح بدعوتي، كما أن أمي استقبلته بترحاب ودعته لاحتساء فنجان قهوة معنا.

أعجبت به أمي وبحديثه الشيق وكذلك صوفي، ولم تلوماني على أنني أحببته، فله سحر خاص يغري به كل من تحدث إليه، تأخر الوقت فقام بتوديعنا، رافقته إلى الباب إلا إنه أخذني مرة أخرى بين أحضانه ليقبلني ويحلق بي نحو الأفق.

فانتشيت وابلًا من قبلات عطشى زهت بها وجنتاي كحدائق مزهرة، نظرت في عينيه لأعرف منه أنه ما زال لم يرتوِ لم أبخل عليه فأسقيته المزيد حتى اكتفى.

ودعني بعد أن طلب مني أن نخرج سويًّا في آخر الأسبوع إلى مدينة الملاهي، وافقت بكل فرح على عرضه وكلي شوق إليه وإلى ذلك اليوم.

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.

اترك تعليقاً