اليتيمة – الجزء (22) – ظهور جاك المفاجئ

You are currently viewing اليتيمة – الجزء (22) – ظهور جاك المفاجئ
اليتيمة سنوهويت

استيقظتُ هذا الصباح وأنا لست على ما يرام ومزاجي لم يكن بخير، أشعر أن جاك يعاني مثلي لكن هو السبب في كل ما يحدث لنا، ما كان له أن يسعى وراء المال الآن لم تنجح خطته مع الأسف، حفر حفرة لي ولأخي ولكنه سقط هو الآخر فيها.

هبطتُ إلى الأسفل لأتناول فطوري، كالعادة وجدت جون مستيقظًا يحتسي فنجان قهوته.

صباح الخير سنو وايت، كيف حالك؟

بخير وأنت كيف أصبحت؟

بخير ما دمت أنت كذلك، لا تنسي.. سأمر عليك بعد انتهائك من العمل لنقوم بنزهة كالمرة السابقة استعدي حبيبتي.

كما تود، سأقبل بعرضك، فأنا أشعر بالملل ومن روتين العمل اليومي.

تمنيت لو أحببتني ماريا، فأنا أحبك. وكم أتوق لو تبادلينني نفس الشعور سأكون أسعد الناس.

فعلًا أنت شخص عزيز علي وكل الصفات الجميلة توجد فيك، لكن هو قلبي ليس لي حكم عليه.

ودعته للذهاب إلى العمل لكنني لم أسلم من نفسي حتى وأنا في الطريق سائرة فقد كنت أفكر في ما آل إليه وضعي. جون يحبني ومغرم بي، لكن قلبي لم يعد ملكي بل سلبه جاك الذي هان عليه أن يتركني في البداية ليعود الآن بعد أن ندم على فعلته لأنه سقط هو أيضًا في فخ الحب، ما هذه المتاهة التي أنا فيها؟ وإلى أين ستقودني؟ تمنيت في قرارة نفسي أن أعود إلى جاك؛ فهو حبي الحقيقي الذي جعلني أشعر بوجودي فمجرد تفكيري به يحرك كل مشاعري.

وصلت إلى مكتبي وأنا مشتتة الأفكار، بات رأسي كالرحى تقوم بطحن كم من الأفكار المتكاثرة فيه لتعيد طحنها مرة أخرى، وأنا منهمكة بلملها لعلي أخرج بفكرة صائبة تنقذني من تلك المتاهة، حدسي سيصل بي إلى بر الأمان كما أن الأيام جديرة أن تغير الأحداث وتصلح الأمور.

أنهيت عملي ولم أشعر وأنا أزمع حاجياتي إلا وليفيا فوق رأسي استغربت الأمر فأنا من أمر عليها سألتها بلهفة:

ما الخطب عزيزتي ؟ لماذا لم تنتظري حتى أمر عليك كالعادة؟

سنخرج سويًّا، جون وألفريدو قرب مكان العمل أسرعي ما بك بطيئة.

هكذا! إذًا اتفقتم؟ حاضر عزيزتي ليفيا سألبِّي رغبتكم وإن كان ذلك ثقيلًا على قلبي.

ما بك لم تنسِ جاك، حبيبتي هو خدعك لهذا عليك أن تنظري إلى من يهتم بك ويقدرك.

كفى كلامًا ليفيا سأحقق ما تريدونه مني وإن كنت غير راضية، فمتى كانت الحياة تسير وفق ما نصبو إليه؟

خرجت وليفيا لنجد جون وألفريدو داخل السيارة، جلست بجانب جون، بالي سرح في جاك ترى ماذا يفعل الآن؟ وصلنا إلى أحد المطاعم الراقية، جلسنا مع بعض على طاولة مستديرة كل واحد معه قائمته، تذكرت أول مرة وأنا مع جاك كم كنت خجولة وسعيدة في آن واحد. تبًّا للذكريات! تظل تلاحقنا دومًا في كل مكان يشبه ما أرتدنا إليه سابقًا.

لم أشعر إلا ويد جاك على كتفي تجرني، لم تكن الذكرى فقط من تحضرني الآن هو جاك أيضًا بنفسه قد حضر. يا إلهي من أتى به إلى هنا؟ وكيف تتبع خطواتي؟ الفرحة لم تسعني وأنا أراه واقفًا أمامي وبريق عينيه يناديني لأعانقه وأبكي على صدره، بل أحكي له كم عانيت من بعده!  لم أشعر إلا وقد ارتميت في حضنه ضمني إليه بشدة وكأنه يخاف أن يفقدني مرة أخرى.

تدخل جون وهو يهمُّ بضرب جاك لولا أخي من أنقذ الموقف محاولًا إسكات جون بشتى الطرق، جرني أخي وطلب منا المغادرة حتى لا يزداد الأمر سوءًا، لم أكن أرغب في ترك جاك وهو قد عاد ليفتش عني تائبًا، سامحته من قلبي فسعادتي معه وأنا لن أتركها تهرب مني مرة أخرى.

عاودنا أدراجنا إلى البيت حتى أمي وصوفي استغربتا الأمر وهما تسألاني:

ما الخطب؟ لقد عدتم باكرًا.. هل تشاجرتم مع بعض؟

لا أمي، المشكلة تكمن في سنو وايت  ظهر حبيب القلب ليفسد سهرتنا.

كيف حدث ذلك؟ هل ما زال لم يبتعد رغم ما فعله بابنتي؟

كنت سأحطم رأسه لولا تدخل ألفريدو، لا بد له أن يعرف أني لن أتنازل له عن ماريا إلا إذا طلبت مني أن أبتعد عنها.

اعتذرت لهم لأذهب إلى النوم وتركتهم يثرثرون في أشياء لا تخصهم، بل هي حياتي لا دخل لهم فيها، لكن تلك هي الحياة.. نعيشها دومًا مقيدين بالغير وبآرائهم وأوامرهم أحيانا. مخطئٌ من يقول أننا لنا مطلق الحرية في اتخاذ قرارتنا، بل أحيانا قد تفرض الظروف علينا نفسها وإن لم نقل كثيرًا لمسايرة بعض الأمور وإن كنا لا نرغب فيها .

تسللتُ تحت غطائي ودمعي على خدي، لقد شهد أبي على عبراتي من أجل جاك محال لو كان موجودًا أن يتركني في تلك الدوامة، مؤكدٌ أنه كان سيحميني ويحقق لي أمنيتي، أغمضت جفني وكلي أمل أن يسأل ويفتش عني جاك مرة أخرى.

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.

اترك تعليقاً