القديدة

You are currently viewing القديدة
جنازة المغرب


تصر لالة الباتول أن تكون حاضرة لحظة تقطيع أضحية العيد التي ظلت معلقة ليوم كامل وليلة ، هي تصر أن تجرح الأضحية إلى اليوم الموالي، جلست بقرب زوجها الذي أعد عدة التقطيع منتظرا منها تعليماتها التي لا ترد ولا تناقش ، كان زوجها يقطع اللحم فيما هي تقوم بعملية الفرز والتصنيف ، لتمر في الأخير إلى جمع كيمية من اللحم في قصعة مرددة اللهم اجعل لنا البركة في قديدنا لهذه السنة ، لالة الباتول تتقن إعداد القديد تملحه وتضيف إليه خلطة من البهارات لا يعرف أحد مكوناتها ،تدهن بها شرائط اللحم ، وتتركه ليرقد ويتشبع بالخلطة ، تصعد السطح وتبدأ عملية نشر القديد على سلك بعد أن نظفته وأزالت ما علق به ، صوبت نظرها إلى الأسطح الأخرى ، شرائط القديد تأخد نصيبها من شمس الخريف لى الجيران ، امتد بصرها إلى الأسطح البعيدة ، بعض جاراتها لم تنشرن قديداتهن بعد ، نزلت وهي تردد على مسمع من زوجها ، شمس الخريف هي أنسب شمس لتجفيف القديد شرط أن يارب يسحب منها بعد أذان العصر مباشرة ، أومأ لها زوجها برأسه يوافقها ..
جفت شرائط القديد التي حرصت لالة الباتول على جمعها في ميدونة من العزف وغطتها بمنديل من السوسدي اتقاء الذباب الذي يحط عليه ، ومرت لتنفيد ما عزمت عليه قبل شهور ، وليمة القديدة ، بمعية جارتها لالة حسناء طفن على الجارات يجمعن من كل بيت قديدة ، بعض النساء جمعن بدورهن قديدات من جاراتهن إلى أن بلغ العدد أربعين قديدة ، بالتمام والكمال ، مساء جمعة اجتمعن نسوة الحي في دار لالة الباتول ، كانت جارتها سعيدة المرأة التي سكنت بجوارها مند خمسة عشرة سنة ، والتي لم ترزق بمولود هي أول الحاضرات ومن أجلها تعد هذه الوليمة ،فوليمة القديدة حسب لالا الباتول مجربة تدفع العقم وتجلب الخصوبة ، انطلقت النسوة يفتلن الكسكس وأخريات يتعهدنه بالتبخير أما لالة الباتول التي انبرت تضع القديدات في قدر واسع انبعثت منه رائحة داعبت خياشيم كل من مر بجوار دارها وربما امتدت الرائحة إلى الدروب الأخرى ، أعدت أطباق الكسكس التي وضعت فوقه القديدات ووضعت أمام الحاضرات وعدد غير قليل من أطفال الحي ، أرسلت طبق لبعض الجارات اللواتي تعدر عليهن الحضور، أطباق أخرى أرسلت لمسيد الحي تحلق حولها الأطفال يزدردون الكسكس والفقيه يقسم عليهم القديدات ….

الكاتبة أمينة بنونة المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.

اترك تعليقاً