إيزلا – الجزء (4) – اطمئنان إيزلا

You are currently viewing إيزلا – الجزء (4) – اطمئنان إيزلا
في جزيزة معزولة

عاد أبوها إلى الشاطىء بعد الحادث ليتفقد ابنته وفقمتها فوجد إيزلا ما زالت في مكانها مع إيريس، طلب منها أن تذهب إلى البيت بعد أن طمأنها باستقرار حالة الفقمة وأنها أفضل الآن، خصوصا عندما رآها بدأت تتحرك ببطء، عادت البسمة من جديد مشرقة على وجه إيزلا الملائكي قبلتها بلطف وتركتها تنام بسلام لتعود وروكي إلى البيت .

جلست مع أبيها في الصالون تشاهد مسلسها المفضل، بينما أبوها كان منهمكا كالعادة في أبحاثه التي يكتبها بعد تعب الغوص والتنقيب في أغوار البحر.

سألته:
– ابي هل مازلت لم تتوصل إلى ما تريده؟
رد عليها أبوها:
– ليس سهلا ابنتي، فذلك يتطلب جهدا وصبرا ووقتا ليس بالهين.
أجابته إيزلا
– أتمنى أن تحقق مرادُك أبي لترتاح من كل ذلك العناء.
عقب عليها أبوها قائلا:
– أنا لا اجده عناء إيزلا بل متعتي وأنا غائص بين أعماق البحر أتأمل حياة أخرى وعالما مبهرا.
ابتسمت إيزلا وهي تقول:
– أشكرك أبي لإنقاذك حياة إيريس كدت أفقد صوابي خوفا عليها من الموت.
رد علي أبوها:
– هذا واجبي ابنتي فأنا من أجل ذلك أحيا لأحمي تلك المخلوقات الضعيفة.

أعدّت إيزلا وجبة العشاء وجلست مع أبيها لتناوله، وهما يتبادلان أطراف الحديث كما قامت بإطعام روكي. أحست بالتعب لقد كان يومُها على غير عادته لهذا شعرت بالإرهاق ورغبت في الاستلقاء على سريرها مبكرة، طبعت قبلةً على جبين أبيها وروكي وصعدت إلى غرفتها.

وهي مستلقية على سريرها تذكرت ساعة كانت إيريس بين الحياة والموت فتساءلت في نفسها كيف لو قُدِّر وفقدتها؟ ستغدو حياتُها لا معنى لها بعد أن تفقد جزءا منها فإيريس عاشت معها أحلى الأيام والذكريات. حتى أضحت تمثل جزءا لا يتجزأ منها، وبات وجودها ضروري لتستمر سعادتُها، أطفات إيزلا النور لتخلد إلى النوم وابتسامة على وجهها فرحا بنجاة إيريس.

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.

اترك تعليقاً