“إنسان مبعثر”

You are currently viewing “إنسان مبعثر”


سأحدثكم اليوم يا رفاق عن التيه! …
التيه كان و مازال رفيقي الدائم في كل خطوة أخطوها،
و ملازماً إياي لا يفارقني البتة! و إن فارقني هذا تيه آخر،
الأمر غريب أليس كذلك؟!
طالما سأتحدث عن التيه فيجب عليّ الحديث أيضاً عن متاهتي…أما عنها فهي أشد غرابة من شعوري بالتيه،
جميع من دخلها بقي عالقاً فيها مواجهاً أشد أعداء المرء ألا وهو “أفكاره”، تحيط به من كل جانب تواجهه في كل فرصة تحظى بها، ولا تعطيه الوقت الكافي لراحة،
فترهقه إرهاقاً” لا مثيل له”أظن هذا ليس المكان المناسب لهذه الكلمة فهي ملازمة لكلام الإيجابي الجميل، لا عليكم دعنا نكمل حديثنا…
و الأشد بؤساً من هذا كله، كلما بقي المرء فيها أكثر كلما أصبح خطيراً جداً، هناك من خرج منها و لكن خرج شخص يختلف عن الذي دخل…
أما عن كنز هذه المتاهة و الأشد صعوبة فيها هو الحفاظ على عقلك السليم هذا الكنز الوحيد الثمين…
أما عن معاركها هزمت فيها كلها ، والمعركة الأخيرة كنت أنا المنتصر، أعتقد لا داعي لهذا الفرح فأنا ربحت معركة واحدة لا الحرب بأكملها…
كل هذا لعدو واحد هو “الأفكار”!!
فما لو كانت” المشاعر”المرء أيضاً …
في اعتقادي أن المشاعر لن تكن عدوةً أبداً بل صديقة للمرء و رفيقة لطريق …

الكاتب نصر الله بن جهاد

اترك تعليقاً