نسيم من الماضي
أزحتُ عني جبلا من المشاعر. وتأكدت أنها ليس من نصيبي. فعدتُ لدفاتري أَلْتَهِم مافيها. وعدتُ أُلَمْلِمُ ما تبقى مني
أزحتُ عني جبلا من المشاعر. وتأكدت أنها ليس من نصيبي. فعدتُ لدفاتري أَلْتَهِم مافيها. وعدتُ أُلَمْلِمُ ما تبقى مني
لم تلبث أن سمعت إيزلا شهقة أبيها وخروجَ روحه من بين ثناياه مودعة ذاك العالم بكل ما فيه من أحلام وطموح وخذلان، أكيد قد ارتاحت الآن من كل ذلك وهي من كانت مثقلة بحِمْل ثقيل لتصبح خفيفة وتطير إلى عالم آخر كله صفاء ونقاء
كيف يحلو الوجود دون غناء؟ فلا حياة ما لم نغنيها والناي يسري بين الأرواح يقتفي أسرارها ويبكي ديارا غدت أطلالا
في المساء قصدت مقهى شعبية بدون هاتف ولا كتاب ، هناك قرأت عشرات القصص عن الذين يعيشون ويرحلون في صمت ، استمعت لأحاديث بوشتة وحدو والصوبري وبونوارة ، ابتسمت لهندام الناذل ذي الأسنان المتنافرة والروح الخفيفة ، لا شكوى هناك ولا صراخ ، ولا صوت يعلو عن : " قهوة معلكة يا المعطي ، ارفع يا غبي ميسة ، هات الضومنو يا ابن المتلوفة
خبرني الحارس أن الحاجة السالكة في ذمة الله ودون شعور سرت أكبر وقلت إنا لله وإنا لله راجعون، وذكرت له أني كنت أعزها فأجابني أنها هي الأخرى كانت تعزني، رحم الله الحاجة وغفر لها وأدخلها فسيح جنانه
لا أمنيةٌ تطال ناظره المكتحل وحتى الهوى يخاف …..نظرة العين لامستْ أصبعي…… ثغره المتجهم فنادى القلب بشغفٍ ……..ولنبضه كان مستعين
أتدري لأن في الحياة خير لايمكن وصفه، وأن هنالك من عاشوا وماتوا لأجله، وأجل من أحبوا، ولكي لا نفرح بما آتانا فهو زائل لامحالة، ولا نحزن على مافاتنا فهو لم يكن يوما ملكا لنا، وأن نتذكر وإن ضاقت يوما سبلنا بأن هنالك إله عادل سوف لن يظلمنا
الكل يريدني أن أعيش كما يريدون لا كما ترغب نفسي، لا يهم إن اغتربت عن ذاتي. استأذنتني ليفيا طابعة قبلة على جبيني ومتمنية لي ليلة سعيدة، وقبل أن أطفأ النور التفت إلى أبي لأجده بدوره يبدو عليه الحزن، فقد تأسف على زمن ما عاد له مكان للمثالية فيه.نمت وكلي أملٌ أن تستقبلني أيامي بما ترغبه نفسي لا بما يخططونه لي
كم طرق الحنين باب قلبيعند الهجوع سكنني وليليوساقتني الأشواق لحضنهبرذاذه أيقظ ذاكرتيكقطرات الندى خفيفا على روحي
سأعتزل وُدَّكَ العاتي. وأمسح ذكراك من أنفاسي. وأرمي بها في بحر النسيان. لأنجو من مرارة غُرْبتي. وأرحم روحي من جفاك المدمي. وأهجر لوعتي و شجوني . فالزمان سيداوي كل ندوبي
كوب القرفة الدافئ ،أمامي على الطاولة الآن ، صنعته كي يؤنسني عِوضًا عن صمتهما ،فما زالت الشمس تعاند الزوال و مجيء المساء..رشفت منه تحسبا لنوبة زكام قادمة، واحتماءً من برودة المشاعر. طعمه لذيذ بالفعل.. جدتي كانت على حق
ذات مساء منزوية في غرفتي وصفير الرياح يداعب نافذتي اخترق مسامعي فأرعبني ما هدأت تراها أغاضبة؟ ليتني أفهم لغتها لا أدري أريح هي أم رياح؟
لم تستفق إلا على أنين أبيها وهو ينادي عليها، كاد قلبها أن يتوقف من شدة الرعب الذي زحف إليها وقد غمر جسدها كليا، لتواجه الحقيقة المرة وتتجسد لها صورة الحلم بعينها
تنهدت وهي تدري أنه لم يتبق لها شيء سوى ذكرياتها من تعزيها وتؤنسها في وحدتها بانتظار أن ترحل إلى عالم آخر، ذاك الذي سيعيد إليها كل جميل أخذ منها.
وعندما استيقظ القائد كانت "ليلى" و "هاشم" بجانبه، ويد هاشم مضمدة بسبب قتاله مع نائب القائد، وبعدها أخبروا القائد عن كل ما حدث، وعن موت نائبه و اعتذروا أيضاً عن تصرف"ليلى"بضربه على عنقه
يا ترى هل هذه هي نهاية المطاف؟ هل اقتربت المحطة الأخيرة؟ وفي لحظة يغيب عنها كل شيء، وتنسى كل أحداث السنين ويتعاظم الاعتزاز بنفسها، وتتذكر شخصيتها القوية، لتردد مع نفسها قائلة: لا ينبغي للأشجار أن تموت إلا واقفة
هو الحب، قد يرفعك إلى عنان السماء حين تعيش مشاعر جميلة وصادقة مع توأم روحك، لكن قد ينزل بك ليسجنك في سرداب مظلم حين يتخلى عنك، تعيش في داخله كل الآلام والحسرة وأنت قد خذلت من طرف من منحته نفسك، فتكتشف أن كل ذلك كان كذبة وأنت صدقتها لحسن نيتك وصفاء سريرتك
عدت بعد سفر لذاتي وكلي شوق لأقف عند نفسي هي غيبتي طالت أمدها حتى اغتربت عنها
حملت حقيبتها وارتدت نظارتها حتى لا ترى العالم بوضوح، فلا شيء يستحق أن تمعن النظر فيه بعد الآن حتى تعطيه أكثر من قيمته ولا أن تخصص له مكان في حياتها، بل أن تحيا لأن وجودها يحتم عليها ذلك، وأن تحرر روحها بعيدا عنها ولا تتركها قيد ذاتها حتى لا تؤلم نفسها بعد الآن
أه يا عزيزتي لو يعلمون انك مرآتي العجيبة التي ألجأ إليها كلما أردت أن أرى نفسي شابة عشرينية الجسم والقلب! كيف يطلبون مني أن أتركك لأخلد إلى الراحة، وأنت راحتي