هي لهفتي عليه سهوا تزورني
تسامرني في حقول انتظاري
أترقب كلماته لأزرعها بداخلي
بعد أن اشْتَعَلْتُ عِشْقًا وجوى
وَوَلَجْتُ باب الغياب فيها
بِتَلابيب أَحْرُفِها قَيَّدَتْنِي
حتى نَسيتُ عمر صَمْتي
لأَحْيا اللاَّشيء مع طَيْفِه
بعد أَنْ فَقَدَتِ الأَشْياءُ صَبْرَها
فَمَضَتْ مُوَلِّيَةً ظهرها عنّي
تاركة لَهْفَتي عليها مُتّقِدَة
وقد اخْتَبَأت فيها كَلِمَاتُه
هي هَمَساتُه أعَادَتْ لي زَمَاني
وقد قَطَفَتْهَا لهفتي من بُسْتانِه
لِتَزْرَعَها في حديقة فؤادي
فَتُثْمِرُ حُبًّا بين طَيّاتِ رُوحي
وَأَغْدُو كامرأة تعيش لحاضرها
بعد أَنْ كسا السّرابُ والوهم غدها
سيظل ذاك الحنين يراودني
مادامت اللهفة عليه تسكنني
وأنا ما عدت لي ولا أملك نفسي
أحيا زمنا ما حَسِبْتُه من عمري
ودموع أشياء تتراءى لي وحدي
في خزائن الشتاء مختبئة
تنتظر ربيعها ليعيد بسمتها
ويُحَرّرها من شرنقة عزلتها
لعلّي بها أُدْرِكُ ما تَبَقّى من زماني
سميا دكالي