قل لي….
هل جرحت وجه الليل
حتى تضرجت نجيماته
بالدماء…..
هل قصصت شعره.
حتى زال عنه
البهاء…..
هل قلمت أظافره بسكين
فشرذمتها
ونزعت عن وجهها الصفاء…..
إذا لم يبكي الليل
لم تغير حاله وقبل
حكايا الدخلاء……
ومزق قميصه الأسود الستار
ولبس القانئ
وباع الحياء…..
وباتت حكاوي العاشقين فيه
مضحكة ومهزءة
للغرباء….
لم تغير الليل
من خليل نرنو إليه
لصحراء….
وبات كحقيبة للآثام
لآلام
وبتنا فيه كما هارب
من النار للرمضاء…..
ياابن الربيع ماعدت ابنه
أصبحت العوبة
بيد الحرباء….
تتلون كما شاءت
وشاء ضميرك الميت
وتركع لمن نادمك هواه
كما الصوانة الصماء….
إن الدماء التي أرقتها
ستقاضيك يوما
وجوع الأطفال
ودموع النساء …..
والسنونو التي هاجرت
بحثا عن دفئها
حتى ثعابين أرضك
الرقطاء…..
دع الليل كما كان مخبأ
لأغاني الشوق
ورياح المشاعر
الهوجاء…
دعه يتنفس عطر الورد
من فجره
ومن شمس أصيله
ينسج الدفء للمساء….
نفوس كثيرة قد أتعبها غيابه
وما يبث فيه
من الحقد والرياء…..
فدعه كما كان
سكينة لقلوب العذارى
وملاذا للضعفاء…
إن الربيع لايزهر
إن أفلت شمسه…
وروح البرايا إن أثقلت
سيقتلها الخفاء…
الشاعرة عبير سليمان/ سوريا