لم يكن لإيزلا أصدقاء سوى فقمتها التي أطلقت عليها إسم إيريس وكلبها الوفي روكي، كل صباح عند استيقاظها من النوم وتناولها الفطور مع أبيها الذي يذهب للغوص من أجل أبحاثه، تسرع إيزلا أيضا مناديه بأعلى صوتها على صديقتها إيريس، التي لا تلبث أن تلبي النداء وكأنها كانت تترقبها. ثمة علاقة غريبة ربطتهما منذ الصغر إلى أن تَوَلَّدَ حب كبير وأُلْفًةٌ بينهما. لقد كانت تحيا في أمان وهدوء لا تعرف ما يحدث بعيدا عن جزيرتها.
اسْتَيقظتْ هذا اليوم على ضوء الشمس الذي اخترق زجاج نافذتها، نهضت من فراشها وكلها حيوية ونشاط، ثم توجهت نحو المطبخ لتعد الفطور وفنجان قهوتها المحبب إليها. ما إن انتهت، جلست وأبوها يتناولان وجبتهما سألته.
– ما برنامجك اليوم أبي؟
أجابها أبوها:
– سأغوص كعادتي في البحر، تعرفين أنني لا أكون بخير إلا وأنا في أعماقه.
أما هي فما لبثت أن قالت له:
– أعلم ذلك أبي، المهم لا تقلق علي إذا عدت ولم تجدني فأنت تعرف مكاني.
رد عليها قائلا؛
– أكيد مع إيريس ستكونين، لكن أرجوك إحذري من تقلب الجو فأنا لا أريد أن يصيبك أي مكروه.
أجابته بحنان وهي تطمئنه:
– حاضر أبي لا تخف علي، فأنا لن أجازف بحياتي لذا كن مطمئنا، سأتركك الآن أبي الحنون أكيد إريس تنتظرني.
أكملت إيزلا فطورها بسرعة نظفت المطبخ ورتبت البيت أما أبوها فقد أخذ معه معداته للغوص في أعماق البحر، لم تنتظر بعده، بل أسرعت مهرولة إلى شاطئ البحر لتتفقد صديقتها ايريس. لم تكد تصل إلى المكان الذي يلتقيان فيه دوما حتى بدأت تناديها، لكن هذه الأخيرة لم تأتِ، استغربت إيزلا الأمر وهي تفكر فيها وكلها خوف على أن يكون قد أصابها مكروه.
كادت الدموع تسيل من عينيها، بينما روكي بدأ يجري في كل اتجاه وكأنه يبحث عن شيء ضاع منه، لم يسبق لإريس أن تأخرت عنهما قط، الشيء الذي جعل إيزلا تفكر دون انقطاع مرددة في نفسها أنه من المؤكد قد حدث لها شيء، لكن سرعان ما لمحتها عن بُعْدٍ آتية ببطء بدت لها على غير طبيعتها، تنفست الصعداء وكلها لهفة لتعرف ما القصة؟