نمشي على جسر الحياة وهدف واحد نرصده، فيه الجميع يتفق عليه، وهي أن تكون حياتنا محفوفة بالسعادة، لذا تجدهم يبحثون عنها بشتى الوسائل سالكين مختلف الطرق، ربما قد يلتقي البعض عندها بنهجهم لنفس الطريق ظنا منهم أنهم أمسكوا بها، أو ربما قد تجد كل واحد سلك طريقا مغايرا عن الآخر حسب نظرته لها وفكرته عنها فلم يبلغوها. ليظلوا متفرقين تائهين في دوامة لا نهاية لها، يدورون في نفس الحلقة دون أن يحصلوا على مفتاح السعادة.
ما كان ذلك صعبا على الإنسان لكن هو من جعلها كذلك إن صح التعبير، لأن نفسه وسيطرة الأنا عليها هي من جعلته يطلب السعادة لها دون إشراك الغير معه، فمتى استطاع أن يجعل حدا لأطماع نفسه الميالة لأكثر من حقها، فحتما سينال السعادة مادام قد ترك حيزا منها للآخر، ليتمتع بحقه المتاح له وبذلك ستحصل المعادلة الحياتية فينتهي الصراع.
ذاك الصراع القديم الذي بدا عند طغيان الأنا لدى قابيل، حين سولت له نفسه المريضة بقتل أخيه طمعا فيما ليس من حقه، فلو تمكن من كبح جماحه والسيطرة عليها لما كانت تلك النهاية المؤسفة.
هي الحياة ابتدأت بجريمة لأجل البحث عن سعادة مزيفة، لم تكن الطريق المسلوكة فيها صحيحة ولا حتى الفكرة محسوسة ومنطقية، لتتوارثها الأجيال مع الأسف جيل بعد جيل فيحدون حدوها، ولا يفكر كل واحد سوى في نفسه دون غيره.
سميا دكالي