ترهقنا الحياة بصخبها وضوضائها و تقسو علينا أحيانا وتلقي بظلالها على أرواحنا المرهفة فنذوي مثل الزهور البرية ، وتتساقط بعض أوراقنا ويفاجئنا خريف العمر دون سابق إنذار فتتسارع عقارب الزمن وتتوالى السّنون وتنتزع براءة الطفولة الكامنة فينا وتسبى أحلام الشباب التي رسمناها بريشة الفنّان المبدع فنركن إلى العزلة والإنطواء
أو نختار الوحدة هروبا من واقعنا المأزوم و المهزوم .أو قد نبحث عن السّكينة في مكان ما بعيدا عن عالم الفوضى والتناحر لنعيش في عالم خاص بنا ننشد من خلاله الراحة والطمأنينة أو لعلّنا نظفر بالهدوء ونهرب من الواقع الملئ بالمتناقضات المثخن بالأوجاع إلى عالم ورديّ جميل نصنعه لذواتنا المكلومة ولكننا نسلك طرقا مختلفة فلكل شخصية مميزاتها وأساليبها في التعبير عمّا يخالجها من مشاعر وأحاسيس أو لتجاوز النوائب وتخطّي العثرات لذلك تجدني أحبذ السير وحيدة في طريق لانهاية لها أصغي إلى حديث نفسي وهي تحثّني على السعي قدما للبحث عن نقطة نور تضئ العتمة وتنير بصيرتي وتهديني إلى سبيل الرشاد والخلاص وكلي ثقة بأنّ خالقي سيسندني في كل خطوة أخطوها مهما طال الليل فلا بدّ من فجر قادم مصحوب بقطرات الندى على أوراق أغصاننا الذابلة، تتفتّح معه براعم الأمل وتشدو عصافير الفرح
الكاتبة لطيفة حمدي/ تونس