خوف قديم

You are currently viewing خوف قديم
خوف قديم

اعتدت أن ألعب بشعر أمّي في قيلولة الظهيرة، كي تنام بعد يوم طويل مجهد، كنت صغيرة، ملتصقة بأمي كظلّها…  لمعت تحت أصابعي شعرة بيضاء في مفرقها… مطراً نزلت دموعي على وجهها، انتفضت من استلقائها…
لماذا تبكين حبيبتي؟
هل ستموتين يا أمّي؟
ضحكت، احتضنتني وأخفت رأسي في صدرها… يوم أمس، وأنا أنظر إلى يدي أمّي، أمطرتُ ثانيةً… الجلد الذي أصبح رقيقاً شفّافا، عجز عن اخفاء عروق زرقاء كدود الأرض، تتشابك تحته، تكاد تنفر… تذكّرت حين كنت أقول بشغف وأنا أنظر إلى يديها…
يداك جميلتان يا أمّي، أصابعك طويلة ورشيقة… لمَ لم تكوني عازفة پيانو…؟

الكاتبة ليلى عبد الواحد المراني/ العراق

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.