ذات مساء منزوية في غرفتي
وصفير الرياح يداعب نافذتي
اخترق مسامعي فأرعبني
ما هدأت تراها أغاضبة؟
ليتني أفهم لغتها
لا أدري أريح هي أم رياح؟
أيقظت حلما بداخلي
خلته قد بات رمادا
والأيام بل الأحداث ما كسرته
لتعود به الرياح مدوية
معلنة على الكون ثورتها
فلا طيور مغردة
ولا أنفس تجول
وقد أخافها هزيزك
أعلم أنك لن تهمدي
وتستكيني حتى تنثري زخات
تكن بلسما للقلوب الجريحة
وسكونا للأرواح المتمردة
التي عاشت كالجبال الصامدة
فأنت السابحة في سراب
ستظلين شامخة
بل أنت للأرض رحمة
كيف لا؟ وبعدك الغيث يأتي
هي الطبيعة كل ما فيها جمال
ليتنا نجالسها ولو لحظات
لحنت قلوبنا وسمت بنا إليها