من أين يبتدئ قلبي المشتاق بكاءه
وابن الحياة العاق أخذ مني ما يريد ، وترك لي حزني الراضي ..
ترك لي غربة تتكدس بداخلي وتزيد..
كلما غلّت يدها الملتهبة في طست الفقد
أشعلت شرر جمر في مواقد روحي
ترك لي ألماً مكابراً ، والكثير من الفرح المنطفئ
اليوم وتاريخ سنينه ال_ خمس وأربعين _ يتدفق في صدري اشبه بولولة ريح مجنونة
وعلى شفاهي مازال دمعه المالح عالق
أمي كانت هنا.. مثل ياسمين بيتنا ،يهطل ناعما ، ويرتمي مطرا من دعوتها البيضاء النية
ووجها حين يشرق علينا ، يفترش صبوة عمرنا
كانت ترش سريرنا أملا ، وبيادر أمنيات..
تغفو قرب قلوبنا ، وتضحك في عينيها الأغنيات..
وعلى بحر معبأ بالحكايا..تضع يدها ، تحل وثاق العطر ،
وتقرأ لنا أساطير القرنفل..تقرأ تقرأ حتى يزهر القرنفل ضحكات
كانت تزيح عن أجسادنا البرد
توصينا أن نفرش أعصابنا بالصبر..
فنتقي وعكة الأمل الخائن
كانت هنا أمي ..
لكنها ارتحلت كما ارتحل أبي قبلها ..
كصدى متحشرج نحو السماء..حيث الخلاص
ارتحلت وتركت ألماً يتربع في قلوبنا
ولا يشفق علينا
فكيف نروض جموحه
وكل الليالي مليئة بالنشيج والجراح الوجيعة ؟!
وكيف نمد أراجيح طفولية الحنين إلى نافذة
ضوّئتها يداها ذات فرح ؟!
ويد الموت نثرتها ألف حزن..فعادت كما كانت مطفأة.
الكاتبة ندى يوسف / سوريا