هو الليل الدفين وخباياه
كالبحر الغويص ومكامنه
يأتي في موعده بحلكته
مسدلا ستاره على الحياة
لتختبىء الأسرار فيه
وتناجي الأنفس بعضها
باحثة بشوق عن ملاذ لها
حيث الصمت فيه يسكنها
وعن الكلام معلنا تمرده
وقد تشلحت عنها بعيدا
هو الليل عاش يرنو للحقيقة
كيف لا؟ وفيه تُكشف الوجوه
بعد أن أُسْقِطَتْ عنها الأقنعة
محتمية بظلمة ليلها
من أعين متطفلة ومتربصة
كم أعشق الليل وأنا أسمعه
يهمس لي عن حكايا عدة
تبيت لساعات معلقة أحداثها
وعيونها على خيوط الفجر
علَّها تقبض على أحلامها
قبل أن تفلت منها متلاشية
مع آخر خيوط سوادها
عذرا أحلامي الحائرة
ستظلين في الأرض تائهة
لليل متأوهة شاكية
وللفجر راجية آملة
والأنفس فيك بينهما تائهة
بانتظار سطوع شمس الحرية