انتحر القلم برصاصة، وماتت الورقة حزنا، فدفنت بين أوراق الشجر الحزين فترة خريف، تيتمت حروف الخط، وتشرد عطر الأضرفة، صندوق الرسائل صدأ و ساعي البريد ركن الدراجة وعلق المحفظة الجلدية على حائط النسيان،إشتاق إلى أطفال الحي يلعبون برنين دراجته، ونساء ينتظرن أخبارا عن أهلهن، وعشاق يشتاقون إلى أحبتهم وعواجز يقرأون لهم الرسائل.
أصبحت طوابع البريد تُحال على التقاعد مبكرا رفقة طوابع الماضي، أسماء الأحياء وعناوين الأزقة و أرقام البيوت كشواهد قبور، فرسائل اليوم أصبحت أشعة تخترق الجدران، تقتحم البيوت، تفضح الأسرار، تحرق الأشواق والحنين.
الكاتب يوسف بايو/ المغرب