قُمْ يا درويشُ واقْتُلْ حُبَّك..
فَهَا هِيَ ريتا تحشُو مخازنَ بنادِقِها..
وَتَقْلِبُ قُبلاتِها الرَّسَمَتْهَا..
فَوْقَ وَجْنَتَيْكَ مَشَانِقَ لأحفادِكَ..
على سريرِ حُلُمَيْكُمَا..
ريتا..أماطَتِ اللثامَ عن ملامِحِها..
أَشَاحَتْ عنْ وجهِهَا القبيحِ..
قُبْحِهَا الأَزَلِي..
لكنكَ كنتَ تكابر..
كنتَ تظن أن صلةَ العمومةِ تربطُكُما..
وهيَ تضحكُ من بعيدٍ..
تضحكُ من قريبٍ..
تضحك بِانْتِشاء..
تضحكُ في خفاء..
أيا درويشُ مازلتَ مُنْخَدِعًا بِي..
أنا وجهُ قابيلَ القبيح..
أنا يَدُ قابيلَ..
أنا البندقيةُ.. وأنا السكينُ..
خُلِقْتُ لأذبَحَكَ منَ الوريدِ إلى الوريدِ..
ومازلتَ تحتفِي بعمومتِك..
وَأنتُم يا عَرَبُ نائمونَ..
تأكلونَ الولائمَ..
تشربونَ نُخْبَ موتِكُم..
وفوقَ نهودِ الغانياتِ تَشْخُرُون..
ليسَ لكمْ سوى التنديدِ..
يا لَخِطابِكُم البليد..
وَنَحْنُ ننحَرُ منكم في اليومِ والليلةِ..
ألفَ شهيدٍ و شهيد..
أيَا آرثَرَ* النَتِن..
أيَا نَتِن يَاهُو القَذِر..
أيَا بايدنَ الوَقِح..
لا تَعْجَلُوا.. تَمَهَّلُوا..
سنحاريبُ قادمٌ مِنْ البعيد..
وعُمَرُ يُزِيلُ صَدَأَ الحديد..
وصلاحُ الدينِ ينفُضُ الغبارَ عن قبرِهِ..
لِيُعِيدَ الكَرَّةَ فيكم منْ جديد..
ها أنتم تقتلونَ أبناءَنا..
في ظَنِّكُم أننَا سَنَبِيد..
هيهاتَ هيهاتَ يا يهود..
سنولدُ منْ جديد..
مِنَ الحجارةِ الصَّمَّاءِ نُولَدُ..
ومِنْ زُبَرِ الحديد..
مِنْ جُذُوعِ الشَّجَرِ..
ومِنْ أغصانٍ الزيتون..
مِنَ الشمسِ والقمر..
مِنَ السحابِ والمَطَر..
لِنَشْطِبَكُم مِنْ عَلَى وَجْهِ الأرض..
وتعودَ ريتا سَبِيّةً بينَ حروفِ القصيدة..
والدرويشُ أَوْقَنَ أخيرًا..
أنْ لا شيءَ على هذهِ الأرضِ يَسْتَحِقُ الحياة..
إلّا بتَطْهِيرِ الأرضِ مِنْ بَنِي يهود..
ريتا تُرَتِّبُ قَبْرَ أُمَتِهَا..
أَجْهَشَتْ ريتا قَصِيرٌ هذا البَقَاء..
فَهَلْ مِنْ مَزِيد..؟!!
الشاعر سالم الغزولة/ العراق