في ليلة ملبدة بضباب كثيف
غاب عنها الصقيع فلم أرتجف
وما إرتعدت فرائصي
يوم أن تجهزت بنية السفر
مع المساء الحزين
حاملا كل قصائدي اليتيمه
وأشواقي لأمضي للبعيد
وأنا بوجه كئيب
بالرغم من أني ذو قلب عنيد
لكنه مفعم بالحنين
ومفتون بصوت الأنين
للنايات التي عزفت للغريق
الذي أنشب أظفاره بالهواء
وظل ينادي ويطرق مسامعي
يارفيقي لاتستعجل الرحيل
فقلت في نفسي كيف
وأنا قد عزمت على الذهاب
صوب المراعي
التي أغرفهاالسيل العرم
وخطاي تأبى المسير
بعد أن أصبح وجهي مربادا
من شدة ولهي لأشعة الشمس
الذهبيه التي استدارت
لتتم الدوران حول الأرض
التي إعتادت أن توغل بالمساء
وفي ظلال المسافرين ظلالي
لتودع المراكب الفديمه
قبل أن تصل الميناء
بيوم عاصف مغبر وحار
داهمني فيه الحر والكون قر
فكيف لي أن أغادر السفينه
لأجر من المقدمه العربه
وقدمي ليست على قدر الحذاء
والهطول جد غزير
يكاد أن يحطم أغصان الشجر
والمداءات سفرا من الخوف
تتلو من سورة الفجر
كيما يطولا
فيا لإحتباس دمعي
يوم راودني بأن ينهمل
عندما رست السفينه
وذات الألواح توشك أن تستوي
على قمة جبل الجودي
بعد أن غيض ألماء
كأنه يخبرني بعدم السفر
تحت وطأت الريح وكثافة المطر
وحين ترجلت معي كل حقائبي
على الشط قيدني الرمل
فها أنا بالرمل مقيد
بقلم الحاوي نعيم الدغيمات/ الأردن