وتبقى نفس الإنسان معقدة يصعب التوصل إلى مكنوناتها، فطبيعته التي جُبِلَّ عليها غير ثابتة، متقلبة حسب الظروف التي يمر بها. ففجأة تأتيه لحظات الحزن، والتبلد، التشبع، القلق الفرح، الخوف كل تلك الحالات وفي فترات متقاربة.
حينها يصبح ويمسي وهو يحيا بين مشاعر متناقضة في آن واحد تحاصره من كل جهة، تجعله لا يعرف الطريق الذي سيسلكه ولا كيف سيواجه التيار؟ ليستسلم طوعا دون أدنى محاولة التصدي.
هكذا يظل تائها يبحث عن حل لمعضلته التي لم يجد لها حلا، ظنا أنها خارج ذاته ومحيطه وهي عكس ذلك، لأنها وبكل بساطة المشكلة تكمن في نفسه المتقلبة التي تحتاج لمن يسألها، ويجلس معها حتى يصل إلى خباياها، أكيد بمحاولة معرفة ما يؤرقها سيتقرب إليها ويتصالح معها ليعود بذلك إلى ذاته بعد غربة موحشة.
تلك الغربة التي ما كان سينجو منها إن هو تجاهل نفسه وتركها، فبتصالحه معها يكون بذلك قد تخطى الصعوبات، وأصبح شخصا طبيعيا له دور في مجتمعه، بعد أن كاد يضيع بين دهاليز الحياة.
سميا دكالي