يمشي بخطى ثابتة رغم الضباب الكثيف الذي حال دون رؤيته للأشياء بوضوح، صدى يعيد دوي طلقات الرصاص، رائحة الموت تغمر المكان، لم يسلم من الصقيع الذي جمد يديه وهو يحمل بندقيته للدفاع عن تراب وطنه، كما لم تخفه تلك الطلقات المتواصلة وهي تخترق الفضاء، تلك الحرب لن تنتهي إلا بانتهاء الصراع الذي سيكون البقاء فيه للأقوى…
يعلم أن حبيبته تنتظره بلهفة وكلها شوق أن ترتدي فستان العرس وبيدها باقة ورد، ويعرف أنها في نفس اللحظة تعيش حالة الخوف من المجهول الذي يعكر صفو أيامها ليجعلها تحيا حياة حرب وصراع بداخلها، هو بدوره صورتها لا تفارق مخيلته كلما صوب بندقيته أمام العدو، هما الاثنان يعيشان حياة حب وحرب بانتظار أن تشرق شمس الأمل والحب.
من المؤكد أنه لن يستسلم بسهولة، بل سيدافع بكل إصرار وصبر ليعود إلى حبيبته التي هي وطنه ومأمنه وحبه الذي سيلود إليه، ويستأنس فيه من وحشة الغربة والصراع بل وكمرفأ سيرسو فيه عند نهاية المطاف، وشيء في قلبه يخبره أن الحب سينتصر في الأخير مهما سادت وطالت الكراهية بين النفوس.
سميا دكالي