هِيَ الأُمُّ لَاشَكٌّ هُنَاكَ وَلَا رَيْبُ.
وَأُخْتٌ وَزَوْجٌ يَسْتقِيمُ بِهَا الدَّرْبُ.
رحابة صدرٍ لِلْجَرِيحِ سَكِينَة.
وَ شُعْلَة نُورٍ يَسْتَنِيرُ بِهَا القَلٰبُ.
سَبِيلٌ إِلَى الجَنَّاتِ نَهْلِكُ دُونَهُ.
وَمَدْرَسَةٌ فِي حُضْنِهَا العالم الخَصْبُ.
هِيَ الوَتَدُ المِقْدَامُ رَغْمَ أنينهٍ.
وَمَنْبَع أٌنْسٍ يَسْتَلِينُ بِهِ الصّعْبُ.
عَلَى دارج الأيّام تَسْعَى كَرِيمَةً.
يُزَيِّنُهَا التِّحْنَانُ وَالخَافِقُ الرَّحْبُ.
نَسِيمٌ مِنَ الجَنَّاتِ يَنْشُرُ عِطْرَهُ.
هِي الصَّبْرُ وَالإِشْفَاءُ إنْ عَجَزَ الطِّبُّ.
فَإِنْ غَضَّتِ الأَجْفَانَ عَنْ كُلِّ وَاجِبٍ.
فَلَا طَابَ عَيْشٌ فِي الحَيَاةِ وَلَا الشَّعْبُ.
هِي الأُنْسُ وَالحِسُّ الرَّهِيفُ بِعَيْنِهِ.
وَصَانِعَةُ الأَجْيَالِ إنْ وَفَّقَ الرَّبُّ.
تُقِيمُ الدُّنَى عُرْسًا بِفَضْلِ صَلَاحِهَا.
وَإِنْ فَسَدَتْ أَرْسَتْ مَخَالِبَهَا الحَرْبُ.
سَلَامٌ هِيَ الدُّنْيَا وَكُلًٌ وَسَعْيُهُ.
وَكُلُّ الرَّزَايَا فِي الوَرَى أَصْلُهَا الذَّنْبُ.
بها ربّنا أوصى وأوصى نبيّه.
وَيَعْظُمُ أَمْرُ البرّ إن عظم الشّيب.
لَكَمْ أَنْتِ يَا نَبْعَ الحَنَانِ عَظِيمَةٌ.
وَكُلُّ عَظِيمٍ فِي الوَرَى زَانَهُ الحُبُّ.
أَيا أَيُّهَا العَاصِي تَحَسَّسْ رِضَاءَهَا.
فَلَا نُورَ تَرْجُوهُ إِذَا أقفر القُرْبُ.
فَفُزْ بِالرِّضَا وَ اخْفِضْ جَنَاحَكَ طَاعَةً.
وَأَحْسٍنْ فَبِالإِحْسَانِ سَعْيُ الفَتَى يَرْبُو.
فَهَلْ تَنْصِفُ الأَقْوَالُ مَنْ أَنْتَ وَاصِفُ.
وَهَل تَصِفُ الأَقْلَامُ مَنْ عَظَّمَ الرَّبُّ.
تَحَيَّةُ شُكْرٍ مِنْ صَمِيمِي أَزُفُّهَا.
إِلَى كُلِّ أُمٍّ يَسْتَقِيمُ بِهَا الدَّرْبُ.
الشاعر عماد فاضل/ الجزائر