سأمضي إلَى ماضينا الْبَعِيد
بِلَا أَعْظَم تسندني
إلَى الْحَائِط المهدمِ والِقَدِيم
الَّذِي كَانَ يَصُدّ السحب
حَتَّى لَا تداهمني بشتاء مَطِير
وَأَنَا بِانْتِظَار الدِّفْء الجميل
بِأَن يهبني مِن ذكرياتي
الَّتِي خبأتها ما بَيْن الأَخَادِيد
ثُمَّ ذَهَبَت كطيرْ للتحليق
بسماء الْمَاضِي التّلِيد
لإحتضان الأمْسُ القَريبُ
يَا لَهَا مِنْ فِتْنَةِ كَبِيرَة
اِجْتَاحَت إحْيَاء الصَّفِيح
الَّذِي تَمَّ بِنَاءَ هاذات شعر
بداخلي وفي بأعماق ذَاتِيٌّ
قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ ذلك اليَوْمَ الجَدِيدٌ
وَأَنَا حَائِرٌ وَسَط ظَلَام طَوِيلٌ
أَسْأَلُ عَن وجهةْ الْغَرِيبِ
الَّذِي سُلِّكَ الطَّرِيق الوعير
وَتَرَكَنِي انْتَظَرَ مَنْ يُجِيبُ
لَكِنَّه السَّرَاب الْكَذُوب
الَّذِي ظل يَمْتَد بالافثّ وبالمدى
يُمَارِس الْخِدَاع تُجَاهِي
لَكِنِّي أبدا ماحسبته مَاء
والنظرة اليه
وَأمعنت النظر لبالسَّمَاء
علها تَجُود بقطرات مِن الماء
على الْأَرْض اليباس
قَبْلَ أَنْ تَوَغَّل بِالْمَسَاء
وَفِي ظِلال العابرين ظلالي
فمَالِي أَنَا وَالْجَلِيد إن ذَاب
وَالنَّاسُ فِي عَذَابِ
يَنْتَظِرُون مِنِّي الْجَوَابَ
عَنْ تَارِيخِ حِقْدٌ عَلَى قَلِق
لِحِكَايَة كَانَت لِأُمِّي
عَن طَيْف أَبِي وَهَوَى الآباء
الذي خَبَّأ وَغَاب
لَكِنَّهَا الدُّنْيَا فِي يباب
وَالْأَرْض تَمْشِي تَحْت اقدامي
وَهِي فيَ بَوَارٌ
وَكُلُّ شَيْءٍ قُدَّامِي يَبَاب
وَقَدمَي لَيْسَتْ عَلَى قَدْرِ الْحَذَّاء
الشاعر نُعَيْم الدغيمات/ الأردن