احتضن عوده ككل مساء اطلق بخور العود ، والند ..لتتضوع الغرفة بالشذا الساحر…. استوى في جلسته وضع رأسه على _ عاتق_ العود ..ثم بدأ يحرك انامله لتنبعث رنات حزينة أشبه بالأنين … احس بنشوة غامرة فانطلق صوته شاديا يا ناعما رقدت جفونه أعجبه إنشاده فرفع عقيرته ليخترق غناؤه الجدران والنوافذ ، ويسبح في فضاء الحي موقظا في سكانه مشاعر مختلفة، فاجتمعوا في الباحة الكبيرة .ثم توجهوا إلى بيت المترنم الشادي قبيل الفجر… كانت الألحان تثرى والاغاني تتوالى وصاحبنا خارج التغطية يعيش في عالمه الخاص توالت الطرقات على بابه .. مضى وقت طويل قبل ان ينتبه إلى الطرقات …ليقوم متأففا متثاقلا نحو الباب وهو يسب ويشتم الطارق السمج الثقيل الذي افسد عليه جلسته، فتح الباب فاخترقته النظرات .. ثم علت التصفيقات والهتافات .. وعبارات الإعجاب بصوته وفنه الجميل ..رفع يديه محييا شاكرا ، فرفعته الأيدي وأسرعت به إلى الباحة .. وهناك كسروا عوده على رأسه .ثم انصرفوا ليكملوا نومهم.
الكاتب المصطفى كووار/ المغرب