لا مفر..
في نقطة ما هناك…
بين الحياة والموت..
نتجاذب خيوط وحشتنا..
كنت تتمرجح بين بين..
لا أنت ترحل..
ولا أنت ترجع..
عينان زرقاوان..
ويد خشنة تعبث بك..
ماذا تريد..؟
لم يأتِ دورك بعد..
عد إلى حيث كنت..
لا تلتفت للوراء..
كن ما تشاء.. أو كيفما تشاء..
فبينك وبيني..
لحظة فيها أنتشي وأنت هباء..
فأَمضي أحصدُ زرعك..
وتمضِي صفرا بين الأرقام..
كأنك ما كنت يوما هنا..
فعدتَ تستجدي صباك..
نافذة مكسورة الجناح..
أطلُّ منها بعين..
وبأخرى أمسح حزن أيامك..
هذا النهر بعيد..
لا درب يوصلني إليه..
لا ضفة تلوح فيه..
هذي السماء قاحلة..
لا مطر يعتلي صهوة الغيم..
لا حلم يراودني..
ما الذي تبقى منك..؟
ها أنت يقتات عليك الوجوم..
رماديٌّ لون لياليك..
وسواد نهارك لا يزول..
أين تمضي بك الأوهام..؟
تفتش عن حلم هارب..
تلهث وراء مجدك التليد..
تنبش قبور أجدادك واحدا واحدا..
لا شيء فيها..
سوى رفات.. وخيبات من أمل بليد..
لا تلتفت للوراء..
لن يداهمك سوى السراب..
لا مفر.. لا مفر..
من السقوط في هاوية الرجع البعيد..!!
الشاعر سالم الغزولة/ العراق