عادت الخالة إلى المائدة بعد إنهاء مكالمتها مع إبنها ووجهها شاحبا، لم تبدو سعيدة مما أثار فضول إيزلا حتى أنها كادت أن تسألها لولا خوفها من ردة فعلها وخصوصا أنها ليست على مايرام، جعلها تتراجع عن السؤال وفضلت السكوت، فهي مازالت غريبة لا تعرف شيئا عن تلك العائلة ولا عن ابن خالتها الغريب، إلا أن قلبها حدثها أن خالتها ليست بخير وربما تعاني من مشاكل مع ابنها، ودت في قرارة نفسها أن تكون كابنتها في المستقبل وتساعدها فهي تشم فيها رائحة أمها الرائعة.
أنهيتا فطورهما بسكوت لولا رنات الباب التي كسرت صمت المكان، بدت الخالة مستغربة وهي تتساءل مع نفسها:
– تُرى من الطارق الذي قد يحضر في مثل هذا الوقت؟نادت على خادمتها لفتح الباب على عجل، لم تتوقع أن يحضر دانيال في هذا الصباح المبكر، من المؤكد هو متشوق لإيزلا وهي الأخرى كذلك لدرجة لم تستطع كتمان لهفتها وشعورها قفزت مسرعة إلى حضنه، لقد أصبح كل شيء بالنسبة لها أبوها وحبيبها ومن ستكمل معه الحياة.
جلس دانيال بعد أن قبلها مستمتعا بقبلة الصباح وبحبيبته التي ملأت فؤاده، وأثناء الحديث ذكرها بموضوع أبحاث أبيها حتى لا تنسى وصيته، أما الخالة فقد رحبت به ودعته لشرب فنجان قهوة، في حين بدت إيزلا متحمسة لإتمام أعمال أبيها وهو يسرد لها طريقة التعامل مع الشركة التي ستكمل فيها ما بدأه أبوها لقد قطعت عهدا مع نفسها أن تحقق حلمه الذي ضحى من أجله وعاش منعزلا في جزيرة معزولة بعيدا عن الحياة الحضرية وعن الناس، بل وحلم أمها التي لم تراها.
انتظرها حتى لبست ملابسها ليأخذها معه إلى العمل الجديد وهما في طريقهما ظلت تتساءل مع نفسها:
– ترى ماذا سيطلبون منها؟ لكنها كانت واثقة من ذكائها ومهاراتها التي اكتسبتها من أبيها، فهي على دراية بكل أبحاثه بعد أن درست على يديه كل النظريات وأتقنت حتى الغوص في أعماق البحار. من المؤكد لن يتركوها دون الاستفادة من خبراتها، وخصوصا أن أباها عاش حياته وأفناها وهو يمدهم بكل جديد إلى آخر رمق في حياته.