وبعد أن أنتهوا من تناول فطورهم أحضرت إيزلا ملابسا للغريب حتى تجفف له تلك التي كان يرتديدها، شكرها على صنيعها أما هي لم تعره اهتماما تركته يتمتم وكلماته غير مكترثة به، فصراخه في وجهها لم تنساه بعد.
لكنها بينها وبين نفسها شعرت بانجداب نحوه، جلس أبوها ودانيال في المكتب يناقشان أمور الأبحاث وقّع على إثرها جيمس عقدا يضمن له التعامل مع تلك الشركة وإمدادها بكل المستجدات، أما هي فقد كانت تحدق فيه بدا لها وسيما بشعره الأسود الكثيف الحريري المسدل على جبهته، وعينيه زرقاوان ذات البريق المشع وصفاءها الذي أدهشها، قامته كانت طويلة مفتول العضلات ابيض اللون، فكرت أنه ربما يمارس نوعا من الرياضة، كان يرتدي سروالا قصيرا أبيض يصل إلى الركبتين، وقميصا صيفيا لونه سماوي. أنهى دانيال صفقته مع جيمس أستأذنه للعودة لأن صديقه كان ينتظره قرب الشاطىء، إلا أن جيمس طلب منه البقاء لسوء أحوال الجو. لكته أصر على الذهاب لقد كان وراءه أشغال معلقة، ودعهما مصافحا إياهما وحين مغادرته ألقى نظرة خاطقة على إيزلا التي تظاهرت بعدم اللامبالاة.
وما إن وصل دانيال قرب الشاطىء وأراد الإقلاع بطائرتهما حتى هبت عاصفة هوجاء وتلبدت السماء بالغيوم فحجبت عن الرؤيا، حينها قرر المكوث هذا اليوم في تلك الجزيرة المعزولة رفقة صديقه موريس.
كانت إيزلا في المطبخ تقوم بالتنظيف كعادتها قبل أن تذهب عند صديقتها إيريس، لكنها سمعت طرقا خفيفا على الباب فتحته لترى أمامها دانيال وصديقه وهما مبللان أدخلتهما بسرعة ونادت على أبيها الذي كان منهمكا في المختبر، حضر إليهما لم يتفاجأ فقد علم أنه سيعود بسبب العاصفة.
قام حينها جيمس بإشعال المدفأة ليخلق الدفء في البيت، طلب من الضيفان الجلوس في الصالون بعد أن غيرا ملابسهما، فهما ما كانا يتوقعا أن يقضيا تلك الليلة هنا، أما إيزلا فقد ذهبت إلى المطبخ لتعد لهما وجبة العشاء وهي متدمرة ومرددة في نفسها، كيف لهذا الغريب أن يبيت معهم في نفس البيت ؟