كيف يحلو الوجود
دون غناء؟
فلا حياة ما لم نغنيها
والناي يسري بين الأرواح
يقتفي أسرارها
ويبكي ديارا غدت أطلالا
سيظل أنين كل موجوع
وعازف لأعذب الألحان
تُطرب النفوس لها
وتنتشي الطبيعة من نوحه
والعصافير تغرد فرحا
فتجعل المكلوم طروبا
وقد ارتوى بتغاريدها
والنهر يجري مرحا
يُحدّث بخريره كل تائه
علّه يعود للحياة
لينسى بعد نشيد أحزانه
وأريج الأزهار
فاح عطرها حتى الثمالة
فملأت الكون عبقا
فكيف يحلو الوجود
دون غناء؟
أيا نفس لك أن تشقي
إن أنت لم تملأيها شدوا
فلا تبخلي بكل جميل عليها
ولك أن تسعدي
إن أنت غصت في ما أبدعه الباري
فكل ما في الكون يغني
فما أجمل أن نردد معه
ألحانا تصفو له أنفسنا
ونسمو بها بعيدا
ومن شوائب الدنيا نحررها