إنها كؤوس من الزجاج الرملي
ألاصفروجدتها ذات ليل مظلم
على ناصية الشارع القديم
في بلدتنا الحالمه بمساء مطير
حاصرني بركن صغير
يتدفق منه الماء بغزارة
على جانبي الطريق
وحين اعترضني الدرب الوعير
تتبعت الوجود الرحيب
لألتمس الماء قطرة قطرة
في صباح كئيب
يتكفف من الكؤوس
بعضا من معالم ضوء يتسرب
والاسئله تتردد
من أين أتي كل هذا الألم
والرؤى مازالت تتكرر
عن حزن سيصيب القوافي
ويرسلني حيث الغدير
لأن الحروف من سكر تميد
لثقل بخمرة الاضواء
التي شربها موج البحر
بعد ان حطم ما بالكؤوس
وحين لفني الحزن
خرجت من ظلي خالي الوفاض
لأستر عروس البحر ثم أنزعها
من موتها وأسترها بردائي
وأربط حول جيدها الطويل
منديل الغياب لتبقى ردناي
جسر للرحيل فوق الخليج
إلى ضفاء الماء النائي
فيا لها من دموع عطشى للبكاء
وكثرة الآهات بعد أن جفت الأنهار
وأشتدت الآلام على رعاة القوافي
وسادة الحروف من أمثالي
ممن ولدوا ببيوت الشعر
فيا لألمي القاسي والرهيب
الذي توسلني الانتظار
لأعوام معدودة قادمه
حتى وإن كانت عجاف بصباحات
تكون الشمس فيها حسناء
وسرعة الريح تاخذني للأماسي
ولقصائد منسيه هجرها الولاة
والشعراء أغاني وأناشيد
على يد عدو مجرم لدود بطاش
جعل من عشتار كالفرس الشرود
الجاحدة والمتمرده بلا حدود
الشفاه منها ترتجف من كثرة الجراح
وأنا أتحسس قطرات من الدمع حرى
فرت من عيني ذات قصيدة حرة
قذفتني بوسط أمسية كبرى للشعر
الأديب نعيم الدغيمات/ الأردن