نزعتها من موتها وسترتها بردائي

You are currently viewing نزعتها من موتها وسترتها بردائي
نزعتها من موتها وسترتها بردائي


إنها كؤوس من الزجاج الرملي
ألاصفروجدتها ذات ليل مظلم
على ناصية الشارع القديم
في بلدتنا الحالمه بمساء مطير
حاصرني بركن صغير
يتدفق منه الماء بغزارة
على جانبي الطريق
وحين اعترضني الدرب الوعير
تتبعت الوجود الرحيب
لألتمس الماء قطرة قطرة
في صباح كئيب
يتكفف من الكؤوس
بعضا من معالم ضوء يتسرب
والاسئله تتردد
من أين أتي كل هذا الألم
والرؤى مازالت تتكرر
عن حزن سيصيب القوافي
ويرسلني حيث الغدير
لأن الحروف من سكر تميد
لثقل بخمرة الاضواء
التي شربها موج البحر
بعد ان حطم ما بالكؤوس
وحين لفني الحزن
خرجت من ظلي خالي الوفاض
لأستر عروس البحر ثم أنزعها
من موتها وأسترها بردائي
وأربط حول جيدها الطويل
منديل الغياب لتبقى ردناي
جسر للرحيل فوق الخليج
إلى ضفاء الماء النائي
فيا لها من دموع عطشى للبكاء
وكثرة الآهات بعد أن جفت الأنهار
وأشتدت الآلام على رعاة القوافي
وسادة الحروف من أمثالي
ممن ولدوا ببيوت الشعر
فيا لألمي القاسي والرهيب
الذي توسلني الانتظار
لأعوام معدودة قادمه
حتى وإن كانت عجاف بصباحات
تكون الشمس فيها حسناء
وسرعة الريح تاخذني للأماسي
ولقصائد منسيه هجرها الولاة
والشعراء أغاني وأناشيد
على يد عدو مجرم لدود بطاش
جعل من عشتار كالفرس الشرود
الجاحدة والمتمرده بلا حدود
الشفاه منها ترتجف من كثرة الجراح
وأنا أتحسس قطرات من الدمع حرى
فرت من عيني ذات قصيدة حرة
قذفتني بوسط أمسية كبرى للشعر



الأديب نعيم الدغيمات/ الأردن

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.