المساء الأول ( رسولة الهوى)
مساء رسولة الهوى تلك التي اعتنقتُ طوعاً عقيدة قلبها
أحج إلى خصرها سبعين مرة وكل مرة ألف سبعين لفة
أسعى الهوينى ما بين صفا وجهها القدسي ومروة كعْبِها
وعند منتصف النسك أهرول ما بينهما حتى تشتد الرجفة
تلك الشريفة العفيفة كلما نادتني من كل فج عميق أتيتها
أتيتها بقلب سليم من عشق النساء تملأه الطهارة والعفة
أرجم آخر شياطينهن وقد تركتُ ورائي الدنيا وملذاتها
وقلبي ذبح الهدي أنحره قربانا لقلبها بكل رهبانية ورأفة
أيام معدودات لا تكفيني لأكمل فرائضي ببقاع جسدها
فقبل الإفاضة لي مبيت بحضنها وكأنه بقعة بالمزدلفة
بحصى الوفاء أرمي إبليس الغياب فتلازمني وألازمها
وكما خلقنا أول مرة في جسد واحد نلتحم ونقتل اللهفة
مساؤها مياه زمزمية تسكبها صبابة بكوبي وكوبها
ومن حيث تحتسيها شفاهها أرتشفها أنا رشفة فرشفة
ما كنت يوما ممن يهجرون لكني أطوف الوداع حولها
وعلة الأشواق في ذاتي لا تحتاج لعرافة ولا لوصفة
حميد يعقوبي / القنيطرة