مجرد سؤال………. من البديهي ونحن نعيش في خضم هذه الأحداث المصعورة، المصروعة المتسارعة الحبلى بغموضها ،متربصين
لما قد تلفظه أمواجه من جديد. و.ما قد يكشف عنه حجاب فجره من تغيير أكيد، او ما ستسفر عنه شمس صبحه من تجديد، أن تتساءل وماذا بعد. ؟وماذا بعد ، أن وصلنا إلى ما نحن عليه الأن؟
وكيف ؟ ولما؟ ومن أوصلنا عتمة النفق المسدود يا ترى ؟
.حتى ان العمق منا بات ينشد مترجيا’ ولو لحظة من لحظات امس ‘وبسماته ونسماته المنعشة المجوادة الكريمة ؟
اهي الحضارة السابحة تلك ،الكابحة ،المزعومة ؟
ام تراها غطرسة الانسان الفاني المشؤومة؟،
ام لعله نهم الانسان المغفل، ووساوس اطماع امرة ،لا متناهية مطوقة له حاكمة و به متحكمة، ام هي نتيجة فعل ، تارجح تفكيره بين جنة ونار، وتذبذب صنيعه بين أعمار أودمار ،بل بين رواء قواعد نورانية حكيمة ‘ هي ضوابط مؤسسة لبنيانه ،حريصة على توازن كيانه له قويمة، و بين نزعات دنيوية مادية مهدرة مستهلكة لكينونته، اثر ضمأ كاسح من نفس ضالة هاوية هو لها ذابح ، حيث ذراتها ألناربة الظالمة بها مجوال سابح ؟
أم تراه تغير الزمان،والمكان، واللغة والخطاب، والاسلوب، وكل تلك المصطلحات ومعانيها البانية التي كانت شمسا مبهجة بالامس القريب قد،اضحت اليوم حروفها مجرد طلاسم مستعصية و غير مفهومة؟،
ولربما كان هول صدمتنا الكارثة، أمام مرايانا وقد فضحت وبالمكشوف المخجل المحبط، أنفسنا المقيتة. و غموض نهم بذا الزمان وحيث كان الامر كذلك، بتنا نترقب و في حرص، ليل نهار مع أرق ثفيل جاثم لا يبدد أو ينقص’ ما قد يلفظه مخاض مد وجزر ؟
أم لعلها مواكب اقدار وجرس، ساقها تنبيه بدرس ، قد كانت لنا ومنذ الأزل بلوح مرسومة؟
مجرد سؤال؟وسؤال؟وسؤال؟……
أما عن الزمان فهو هو، لازالت كواكبه تسير سيرتها كالمعتاد ،وأجرامه تدور دورتها مسبحة لرافع السماوات بجلاله وسلطانه دون سند اوعماد ،ولا زال مد وجزر وانبثاق فجر يرثل للمدى والأبعاد،باذن ربها الواحد الاحد، تعاقب ليل ونهار و سعي عباد ورزق بلاد .
فالزمان هو الزمان، لم يتغير أبدا و ليس هو المخيف،وحتى و أن توهمنا جدلا ،. و شئنا أن نستفر عن ذلك ،ستجيبنا العلوم الفيزياية باقوى حجة ،وكذا الرياضية بادق وابلغ برهان.،اما الحقب التاريخية ، فحدث و لا حرج’فهي تشهد بأمجاد معرفة وعمق بيان شرقا و غربا ،لكن فقط، عندما احسن الانسان محاكاته الطبيعة في اعتدال واتزان ،ناشدا تقدم البشرية والسير بها قدما نحو تاسيس الحضارة الإنسانية، بوعي حضور وازن ، و بحرية مسؤولة و نور عرفان ، نحو الطليعة والى المكانة الرفيعة بروية و احسان، و نحو التقدم والازدهار والرقي والاستقرارثم الامان ، و بتكامل حضور وسمو وعي بحسبان، و دائما بتقديس العقل الراجح والفكر الناجح الذي يرقى بالانسان الى مراتب الجمال والكمال ، وذلك من منطق احترام الذات ،وصون العلاقات ، وقبول الفوارق مع تقدير الخصوصيات دون تحريف او جحود او انصهار مجحف مخل ، بل كل ذلك وأكثر في حقل خصب ينبض بالحياة و بالمبادئ السامية والقيم البانية ،والأخلاق الراقية التي تحترم الإنسان وتصونه’بالمحافظة على كينونة الوجودية ،والكرامة الانسانية حيث ينشد التحرر من كل القيود التي قد تعرقل مسيرته النورانية أو تحول دون حسن تاديته رسالته السامية على هذا الاديم ،وبذا الفضا، بكل اخلاص وامانة و نفع ونجاعة مردودية بذا الوجود ، بمنطق حكيم واعتدال رحيم ،وتعايش حليم ، وحوار هادف قويم وجوار كريم،…..
أجل ليس الزمان و إنما و حتما و مطلقا ، هو الانسان ، ذلك المجهول، هو وحده المسؤول عن كل ما يتجرعه الآن من آلام وحروب و دمار ، هو ،الذي زاغ منحرفا عن منهج الصواب، و دب حزب اللاتوازن….معلنا ولاءه المطلق لمادية ….،حرفت توازنا فاحتل الميزان والمكان والزمن!.
أجل ، ليس الزمان هو المخيف ، وانما هو الانسان وليس أحد غيره ،فمن غير وكيف الزمان على حسب مصالحه الفوضوية ،و اهوائه العبثية، وانانيته السريالية ،ونرجسيته الوهمية ،وغطرسته السادية، الهالكة له وبه الهاوية ، هو أولا و قبل اي كان
، .فالى أين يريد حقيقة.أن يصل هذا الانسان وذي الهيمنة المكفوفة و ذاالطغيان ، وبهكذا تفكير ،وهكذا عقلية،. فهلا فكرنا قبل، بروية واتزان ،ونحن نتفنن في ابداعات ونزعم اتقان علوم واختراعات و هندسة و عمران، علنا ننستبصر رؤية واضحة جلية ونحن نبني الانسان،فهو المهم والاهم ، بل هو الهدف والغاية.منذ البداية إلى النهاية ، هو الأس والأساس لكل بناء وتشييد او عمران
جميل أن نشد التقدم ، لكن يكون جميل أكثر، إن نحن اهتممنا بصانعه ومؤسسه بحكمة وبيان، فنواة كل بناء سليم و حكيم تنبتق من خصب طيب مبارك و عن أصل كريم، . فعلينا إذن حسن اهتمام وتدبر رعاية بالاصل ليثمر الفرع .،فببناء الانسان وعقلية الانسان كل ذلك ، رهين بمدى سلامة نواة منهج ،على خطاه ربيناه فعلمناه ، ومن ثماره زودناه ونجاعة ذرة تفكير وسلامة بذور زرعناها في كنهه وبها مددناه ‘ ليخصب ويثمر بعدئذ كما أردناه نحن وتمنيناه.
وجميل ان ننشد الحضارة ،وان نسعى جادين مجتهد ين بالتفكير الى التنوير والتطوير، بغية التغيير والتجديد و الرقي والتعمير لكن ،بذكاء نوراني وليس بدهاء ناري خبيث مقيت جاحد ماكر ليس يرحم أو يراف، ، ولابالزحف المضلل العابث بالحياة الى تفاهة،وعشوائية رخيصة و أساليب حربائية بئيسة ،
و بلغة عهرومسخ خسيسة ،ولا بصناعة الوهم وتجارة الالام’
أو بتشتيت الأسر ،واجتثات الرسم ، ولا با غتصاب الطفولة،
وخسف المبنى ونسف المعنى، وتقديس العبث والموت والعدم ، ولا بتدمير حضارة أجيال جليلة،ثم العبث في المسير ، أو المقامرة بمصير أجيال وراء أجيال حيث لا ولن ينفع حينها الندم. لا والف ليس المخيف الزمن ، وإنما حضارة نزعم بناءها ،بل وتقديسها على حساب زلزلة توازن طبيعة، وزعزعة مقومات الحياة ،.ونسف منطق العقل الراجح ،وخسف الرأي الوازن الحكيم ،نقول لا ثم لا،مادمنا نؤمن بأن الحضارة هي سلوك راق ومنهاج واق، هي حضور الإنسان الواعي والمسؤول في الزمان والمكان ،بكل ما يرسخ من أخلاق سامية وأنماط تعايش راقية وثقافات وازنة بانية،وصون توابث وامجاد تاريخ عريق وثرات أصيل، وعبر العصور ، روحها خالدة من السلف إلى الخلف .
ستسائلنا عنها الأجيال المقبلة لا محالة، بل وستحاسبنا عن أي تفريط مارسناه حينئذ ،،فبما عسانا نجيب حينها؟
لذلك نقول لا والف لا، نقولها مدركين أن قبس كل نور تقدم ننشده، لا بد وأن يبزغ شعاعه من نور شمس ودفء المجتمع الذي يحضنه حبا زلالا، ومن جلال آياته يحصنه اخلاصا و صدقا فاحتراما ووئاما و،تألفا والتحاما ،ثم امنا وسلاما.
لا والف لا ،نقولها مدركين أن لا تقدم ولا ازدهار حضاري يكون على حساب خسف النواة ،و نسف جوهر إنسانية الانسان، وقواعد قيمه ومبادئه السامية أو تحريف ضوابط أخلاقه البانية ،حيث كرمه الله وأكرمه بنور العقل، وحمله امانة و رسالة، فقبلها ، بكل وعي منه ومسؤولية.، فعليه إذن أن يصون دون زلل أو تحريف أو خلل بل باعتدال قويم ومنطق حكيم حيث لا إفراط ولا تفريط ولا غلو أو مغالطةاو مغالاة.
أما ومع هول الصدمة ،أمام ما نعيشه مرغمين محبوسين مضطرين نقول،إن الإنسان وحده هو المسؤول ،وقد وسوس له شيطانه بالتغيير العبثي الوهمي الفوضوي السادي، على كوكب هذه الارض وبمسميات ابتدعوها، وانماط عيش انتهجوها وذرائع ظروف حجبوها ،ظلت حبيسة ، رهينة بين المرفوض و المفروض فما ذلك إلا إعلان مسبق لدمار مؤجل و مرهون لكن حتمي ،وتدمير لحضارات انسانية لأمم وشعوب على كوكب هذه الأرض وأمجاد تاريخية وسمو فكر، ورقي ثقافات عريقة و اصيلة ، تجتث رويدا رويدا غربا وشرقا دون معرفة السبب أو المسبب ،،ولا العلة ومن المعلل لنفهم الهدف وندرك الغاية الكبرى مما بات يتخبط فيه العالم من حيرة وحذر، تتطلب منه اللحظة، حكمة أعمق ووعيا ارقى وادق، وصبرا وجلدا أبر واصدق، بعد أن استهتر الإنسان بغروره الفاحش الرهيب غير مكترث بصنيعه المعيب واستبداده الكئيب بهذا العالم الغريب العجيب فالاحداث تسترسل شيئا فشيئا والأدوار تتوالى رويدا رويدا تترقب في صمت وبحذر شديد من مجهول ومختف و منتظر ليس يجيب ، متسائلة عن مآل مصير غامض نحيب ،وما السبيل إلى الخلاص والخروج من عتمة ليل ظالم وقد طال ، بنفق مغلق مظلم موحش رهيب …..فماذا بعد…..؟!
مجردسؤال ……….
الشاعرة آمال إسقاط الضخامة/ المغرب