سألتني عن القهوة
أهي لذيذة …لم أضع فيها سكرا …
لا تجزعي سيدتي فأنا تعودت
على المرارة …
مع الأيام …مع الآلام و العمر
مع الأبيضين لي قصة سيدتي
هجرت البياض …
سئمته ولو على مضض …على ضجر
رنوت للسواد
لعل معه تطول رحلتي و السفر …
أجد من يذكرني
بمحاسني وخطيئاتي
بقصائدي و إطلالاتي
بحلم خلدته كالجبل …كالقصر …
بحب زرعته في أهله …في غير أهله
ما قدروه… حق قدر …
حطمت كل القيود ليظل الغالي غال …عال
ولو جار الزمان …و مكر
معتليا صهوة الأيام
لا أخشى زمهريرا أو سقر
أشج في الليل حلكته
أقذف ظلماءه بالحديد …بالحجر …
أمسك حزني …أشد ضيقي …
أمنع عن الجفن دمعا سال …انهمر …
بيد قلما أخشى أن يجف منه حبر
وبيد فسيلا آليت غرسه قبل أن أحتضر …
فها أنا أشرب قهوتك سيدتي …مرة
قبل أن تتمرد القصيدة
و تندثر الكلمات في غير مستقر …
الشاعر لطفي الستي/ تونس
٠