البائع الحالم
هذا واقعه الحقيقي الذي لامفر منه، رسمه له القدر بريشته قبل أن يأتي وتزرع فيه النفس، حمل صينيته والثلاجة وصفق الباب وراءه تاركا حلمه معلقا على أمل أن يستيقظ من نومه فيغدو حقيقة
فئة القصص والروايات تأخذك في رحلة مثيرة إلى عوالم الخيال والتشويق. تقدم هذه الفئة تجارب أدبية رائعة من خلال قصص قصيرة وروايات مشوقة. استمتع بمغامرات شخصيات مثيرة وتشويق الأحداث في هذه الفئة المثيرة والملهمة.
هذا واقعه الحقيقي الذي لامفر منه، رسمه له القدر بريشته قبل أن يأتي وتزرع فيه النفس، حمل صينيته والثلاجة وصفق الباب وراءه تاركا حلمه معلقا على أمل أن يستيقظ من نومه فيغدو حقيقة
فالطير وإن هاجر موطنه هروبا من غضب الطبيعة وقسوتها، فالحنين يعيده حين تلبس الحياة حلتها الجميلة لتتزين بأبهى الألوان في الربيع، تستقبله مرحبة بأطيب وأزكى العطور ليغني أعذب الألحان ويشدو بأرق الأصوات مرفرفا في سماء الحرية بعد طول غياب
وقد كسا الغموض الطريق ليجدا أنفسهما بين حياتين. كل واحدة في كفة وهما لايدريان أية كفة ستصل بهما الى بر الأمان. من المؤكد ما كان سبب ذلك سوى محاولة عيش في أرض ثمارها غير ثمار شجرتهم الأصلية
كم كنتُ غبيةً حين اعتقدت أني سأستقر بداخل جاك ولن أغادره، لم أتوقع أن تغرق بي سفينة العشق ومعها حلمي، أحسبه قد سرق مني بعد أن بتَّ عرضة لكل المؤامرات الدنيئة بسبب الجشع، كل ذلك لأنه ما عاد للمثالية مكان، مؤكد أن قمة الكمال في الأشياء لن تكتمل طبعًا ما دمنا نعيش في دنيويَّتها
نهضت من مكانها وقد قررت أن تصبح شخصا آخر لا يستسلم لليأس بل أن تصبح كأبيها، فما مات من خلف وراءه من يحبه. ليطمئن جيمس في قبره فلن يذهب تعبُه سُدى مادامت إيزلا مصممة على اتباع نهجه، هذا ما رددته في نفسها وكلُّها طموح وأمل بأن يكون الغد أجمل
.... وأنا أغادر التقاني صياد عجوز كنا نقاسمه فطور الصباح على صخرة بشاطئ الوادي ، حياني وعانقني وهو ينتحب قائلا : "متيقن بأنك لم تنس ذلك الصديق الجميل ، لقد ترك رحيله في أنفسنا حسرة ، صبرك الله ياولدي، تلتقيان في جنة الخلد" ما تذكرته حينها سوى أنني هويت أرضا ، ولم أستفق إلا في مصحة وأنا أردد أمام ممرضة : " ياليتني لم أفكر في ارتياد تلك المقهى ، لقد ندمت
في عِيادة الأسنان حسناء جميلة جالسة ترمقني بنظراتها، رمتني بسهمٍ شقَّ قلبي فكاد أن يفطروقفتُ أمام مرآة كانت تُقابلني حتى ضحكتُ من ملامح وجهي ورأسي الأصلع، فأنا صرتُ أيضًا دون رموش وأهداب وذقن لا يلمع بخيط فضة وثيابي تشبه ثياب موظف
نظرتُ إلى صورة أبي بجانبي وأحسست أنه يبكي معي، كم غبطته لأنه رحل قبل أن يعيش حياتنا ويرى ما حدث فيها قبلته ونمت لأرتاح مني
لم تلبث أن سمعت إيزلا شهقة أبيها وخروجَ روحه من بين ثناياه مودعة ذاك العالم بكل ما فيه من أحلام وطموح وخذلان، أكيد قد ارتاحت الآن من كل ذلك وهي من كانت مثقلة بحِمْل ثقيل لتصبح خفيفة وتطير إلى عالم آخر كله صفاء ونقاء
في المساء قصدت مقهى شعبية بدون هاتف ولا كتاب ، هناك قرأت عشرات القصص عن الذين يعيشون ويرحلون في صمت ، استمعت لأحاديث بوشتة وحدو والصوبري وبونوارة ، ابتسمت لهندام الناذل ذي الأسنان المتنافرة والروح الخفيفة ، لا شكوى هناك ولا صراخ ، ولا صوت يعلو عن : " قهوة معلكة يا المعطي ، ارفع يا غبي ميسة ، هات الضومنو يا ابن المتلوفة
خبرني الحارس أن الحاجة السالكة في ذمة الله ودون شعور سرت أكبر وقلت إنا لله وإنا لله راجعون، وذكرت له أني كنت أعزها فأجابني أنها هي الأخرى كانت تعزني، رحم الله الحاجة وغفر لها وأدخلها فسيح جنانه
أتدري لأن في الحياة خير لايمكن وصفه، وأن هنالك من عاشوا وماتوا لأجله، وأجل من أحبوا، ولكي لا نفرح بما آتانا فهو زائل لامحالة، ولا نحزن على مافاتنا فهو لم يكن يوما ملكا لنا، وأن نتذكر وإن ضاقت يوما سبلنا بأن هنالك إله عادل سوف لن يظلمنا
الكل يريدني أن أعيش كما يريدون لا كما ترغب نفسي، لا يهم إن اغتربت عن ذاتي. استأذنتني ليفيا طابعة قبلة على جبيني ومتمنية لي ليلة سعيدة، وقبل أن أطفأ النور التفت إلى أبي لأجده بدوره يبدو عليه الحزن، فقد تأسف على زمن ما عاد له مكان للمثالية فيه.نمت وكلي أملٌ أن تستقبلني أيامي بما ترغبه نفسي لا بما يخططونه لي
كوب القرفة الدافئ ،أمامي على الطاولة الآن ، صنعته كي يؤنسني عِوضًا عن صمتهما ،فما زالت الشمس تعاند الزوال و مجيء المساء..رشفت منه تحسبا لنوبة زكام قادمة، واحتماءً من برودة المشاعر. طعمه لذيذ بالفعل.. جدتي كانت على حق
لم تستفق إلا على أنين أبيها وهو ينادي عليها، كاد قلبها أن يتوقف من شدة الرعب الذي زحف إليها وقد غمر جسدها كليا، لتواجه الحقيقة المرة وتتجسد لها صورة الحلم بعينها
تنهدت وهي تدري أنه لم يتبق لها شيء سوى ذكرياتها من تعزيها وتؤنسها في وحدتها بانتظار أن ترحل إلى عالم آخر، ذاك الذي سيعيد إليها كل جميل أخذ منها.
وعندما استيقظ القائد كانت "ليلى" و "هاشم" بجانبه، ويد هاشم مضمدة بسبب قتاله مع نائب القائد، وبعدها أخبروا القائد عن كل ما حدث، وعن موت نائبه و اعتذروا أيضاً عن تصرف"ليلى"بضربه على عنقه
يا ترى هل هذه هي نهاية المطاف؟ هل اقتربت المحطة الأخيرة؟ وفي لحظة يغيب عنها كل شيء، وتنسى كل أحداث السنين ويتعاظم الاعتزاز بنفسها، وتتذكر شخصيتها القوية، لتردد مع نفسها قائلة: لا ينبغي للأشجار أن تموت إلا واقفة
هو الحب، قد يرفعك إلى عنان السماء حين تعيش مشاعر جميلة وصادقة مع توأم روحك، لكن قد ينزل بك ليسجنك في سرداب مظلم حين يتخلى عنك، تعيش في داخله كل الآلام والحسرة وأنت قد خذلت من طرف من منحته نفسك، فتكتشف أن كل ذلك كان كذبة وأنت صدقتها لحسن نيتك وصفاء سريرتك
حملت حقيبتها وارتدت نظارتها حتى لا ترى العالم بوضوح، فلا شيء يستحق أن تمعن النظر فيه بعد الآن حتى تعطيه أكثر من قيمته ولا أن تخصص له مكان في حياتها، بل أن تحيا لأن وجودها يحتم عليها ذلك، وأن تحرر روحها بعيدا عنها ولا تتركها قيد ذاتها حتى لا تؤلم نفسها بعد الآن