أسرعت إيزلا ومعها روكي لتتفقد إيريس التي وصلت إلى الشاطىء وهي منهكة القوى تتألم من جرح لحق بها سرعان ما لاحظت دما بذيلها، لقد كانت المسكينة تنزف بعد أن أصابها أحدهم بسلاح ناري محاولا اصطيادها، لم تنتظر بل أمرت كلَبها ليحضر لها الإسعافات الأولية.
ذهب روكي مسرعا باتجاه البيت، وما هي إلا ثواني حتى أتى وهو يجر الحقيبة رغم ثِقَلِها، أخذتها إيزلا منه بسرعة، سحبت منها المطهر محاولة تنظيف الجرحِ وإيقاف النزيف، أما الكلب فقد بدأ بالنباح دون توقف الشيء الذي أثار انتباه جيمس الذي بدأ يجول بنظره في كل اتجاه ليكتشف الأمر، إلى أن ذهب مسرعا يبحث عن ابنته والخوف قد ملأ قلبه من أن يفقدها كأمها.
وبينما إيزلا منهمكة في معالجة الجرح لإبعاد صديقتها عن الخطر، حضر أبوها ليرى ذاك المشهد المؤثر وهو من أفنى حياتَه لحماية تلك المخلوقات، طلب من إبنته الإبتعادَ مُطَمئنا إياها بأن كل شيء سيكون بخير.
تركت الابنة أباها يهتم بإيريس، لم يكن الأمر سهلا بل تَطَلَّب وقتا كثيرا إلى أن أستطاع إخراج الرصاصة بصعوبة، فالجرح كان عميقا بسب الإصابة البليغة، لم تشعر إيزلا حينها حتى صرخت من الفرحة لقد تَمَّ إنقاذ فقمتها من موت كان محققا، نظف أبوها مكان الجرح ووضع عليه الدواء ثم لفً الضمادَ اللاصق، أما الفقمة فقد ارتاحت بعض الشيء.
أخذتها إيزلا في حضنها والدموع تملأ عينيها لاعنة جشع وقساوة الإنسان الذي لا يرحم تلك المخلوقات الضعيفة ولا يتركها تعيش بسلام، غايته أن يحصل على فرائها للمتاجرة بها وتأمين حياته بأن تكون له أموال كثيرة ولا يهم الطريقة التي قد سلكها، لقد كادت إيريس أن تذهب ضحية طمع ابن آدم لولا أبوها الذي حضر في الوقت المناسب.
لم تبرح إيزلا مكانها رغم محاولة أبيها بإقناعها أن الخطر قد زال والفقمة ستكون بخير بعد يومين كحد أقصى، إلا أنها فضلت أن تبقى معها بجانبها تخفف من وجعها، إيزلا كانت خائفة من القدر أن يتسلل مرة أخرى ويَسرقها منها.