وصلت إيزلا ودانيال إلى مكان العمل كانت تمشي بخطى مترددة، إلى أن جدبها دانيال من يدها ليشجعها ويطرد منها الخوف والخجل قائلا:
ليست هذه إيزلا التي أعرفها وصادفتها أول مرة حين رمتني في البحر وبللت ثيابي وهي كلها شجاعة وجرأة.
أجابته إيزلا:
أنا حقا شجاعة ولكن هذا العالم مازال غريبا بالنسبة لي، لا أعرف عنه شيئا.
رد عليها دانيال معقبا:
لا عليك حبيبتي سوف تعتادين عليه وتتعاملين مع كل الناس فقط تبقى مسألة وقت، وأنصحك أن لا تبدي لأحد خوفك ودهشتك.
أجابته وقد بدأت تطمئن:
حاضر حبيبي سأعمل المستحيل لأبدو طبيعية، فلولا أنك بجانبي ووصية أبي لتراجعت.
حينها لم يشعر دانيال إلا وقد اقترب منها وضمها إليه بشدة طابعا قبلة على شفتيها، وهمس في أذنها مخبرا إياها أنه لن يتركها مهما كانت الظروف.
اطمأنت إيزلا وشدت على يديه بقوة بعدها طرق باب مكتب المدير طرقات خفيفة، استأذنهما بالدخول مرحبا ودعاهما للجلوس بعد أن سلما عليهما.
لم ينس أن يعزيها في أبيها وأطرى عليه كثيرا وعلى أعماله التي قدمها خلال سنوات البحث وحديثه عن أبيها أوقظ الحنين إليها كادت تبكي، لكنها تداركت الوضع فهي في مكتب المدير والعمل يتطلب منها أن تكون قوية الشخصية، وقد قررت أن تصمد ولا تبدي ضعفها حتى لا تثير شفقة أحد.
أخرج المدير ملف أبيها وبدأوا في دراسته إلى أن أخذ منهم التعب بعض الشيء، توصلوا حينها إلى ضرورة القيام بأبحاث وذلك بالغوص في أعماق البحر ولن يكتمل ذلك إلا بالسفر والعودة إلى جزيرتها، لكن المدير لم يلمح بذلك حاليا بل بعد مرور بعض الوقت، حتى تستأنس بالعمل معهم وتعتاد عليهم ويُكوّنوا الفريق الذي سيرافقها إلى هناك.
عادت مساء إلى بيت خالتها رفقة دانيال الذي أصر إلى توصيلها والفرحة قد غمرتها، فسوف تعود يوما إلى صديقتها إيريس وتسبح معها ثانية.
لاحظ ذلك دانيال وفيما تفكر فيه وعرف أنها مهما اغتربت فإنها لن تستغني عن موطنها الأصلي، تشبه تلك السمكة التي إن حدث وأخرجت من البحر فحتما مآلها الموت. بدأ يفكر مع نفسه في مرافقتها حتى لا يتركها وحيدة، بعد أن باتت روحه التي يتنفسها فكيف سيحيا بعيدا عنها.
الكاتبة سميا دكالي