جلست عند غروب الشمس متأملة قرص الشمس وهو يهبط إلى مخبئه وتراءت لها الأعوام بعد أن قطعت شوطها في الحياة وادت رسالتها، جلست وحيدة تتأمل أعوامها التي مضت وترنو إلى الزمن القادم بعد أن غادرها الولد والبنت واستقرت وحيدة في دارها التي كانت مليئة بالصخب والفرح والنشاط، تنظر إلى الجدران وتتأمل طلائها وتحاكي الأثاث القديم وتنادي بالاسماء فيعود لها صدى صوتها إلى أن اقتنعت اخيرا بأنها وحيدة الدار.
يا ترى هل هذه هي نهاية المطاف؟ هل اقتربت المحطة الأخيرة؟ وفي لحظة يغيب عنها كل شيء، وتنسى كل أحداث السنين ويتعاظم الاعتزاز بنفسها، وتتذكر شخصيتها القوية، لتردد مع نفسها قائلة: لا ينبغي للأشجار أن تموت إلا واقفة.
حسام الدين القيسي العراق