على أعتاب الخريف

You are currently viewing على أعتاب الخريف
على أعتاب الخريف

وأنا على الشرفة متأملة
ورياح الخريف تداعب وجهي
أصغي إلى حفيف أوراق مبعثرة
لأشجار تناثرت في كل اتجاه
بعد أن أخذ منها الزمن
وقد اصفر لونها
هو الخريف ما رحمها حتى التهمها
اجترني الصمت فأخذني لحلمي
حلم لم يضع بل ظل حبيس نفسه
كم تمنيت أن أطوي مسافاتي لأبلغه
وأنا بشوق أرقبه
ونجوم بين سواد سمائها
كشعلة متلألئة تتراقص بين عيناي
لتأخذني إليها فأرتل عبق ذكرياتي
سألت خريفي بكل حنين
متى تحرر حلمي؟
لم يجبني بل أخذ معه باقي أوراقه
وكأنه يخبرني أن ما كُسر محال عودته
أشعرني بتساقط أيامي حتى شبهته
كيف لم أشبه أشجاره في أغصانها؟
فهي تظل وإن تعرت من أوراقها
تحيا على أمل عودة ربيعها
ليلبسها حلة جديدة فيحيي روحها
بعد أن يروي الشتاء جدورها
تلك فلسفة الحياة الدائمة
تظل الطبيعة تعيشها
عدت لذاتي وأنا أرثي
حالي بل وحال البشر وأيامه
تتساقط كالأوراق دون عودة
لتتركنا نحيا على ذكرياتها
وعلى الأطلال نبكيها
تبقى حكمة ربي نقضيها
فما نحن سوى أوراق لأعمارنا

سميا دكالي

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.