طبيب المغامرين : رين االفصل 1

You are currently viewing طبيب المغامرين : رين االفصل 1

رين :

قبل شهر تقريبا , عندما كنت في عيادتي استقبل الجرحى و المغامرين كالعادة , زارني  اكثر زبنائي اثارة  للمشاكل و تعرضا للضرب   ( لينا , لوكاس , كايل و ريان .. )

هؤلاء الاربعة هم اشهر المغامرين في مدينة ( روما)  و يعرفون بلقب صدى السيوف  , رغم انها ليست مدينة كبيرة  على اي حال  ,

تمتاز المدينة بمينائها الذي يربطها بباقي مدن المملكة , بالغابة السحرية التي تحدها شمالا , اضافة الى سهولها  حيث تتكاثر بعض الوحوش الصغيرة , كما انها بعيدة عن الخطوط الامامية في حرب  بين البشر  و  الوحوش ,  اصبحت هذه المدينة مقرا و مركزا للمبتدئين

لاكون صريحا  لم تكن القوة ما جعل اولائك الاربعة مشهورين ,

لقد كانوا لطفاءا مع الجميع ,عبر  القيام  ببتلك المهام التي يعتبرها البعض سخيفة ,كحماية المحاصيل من     الوحوش , البحث عن القطط  المفقودة , و حتى قطف الازهار .

رغم اني لم ارى  قط جماعة تعود مدججة بالجراح كما يفعلون, ذلك لا يعني انهم ضعفاء, فقط كانوا يتعمقون    كثيرا في الغابة , اكثر من اي جماعة اخرى , ذلك ساعد في حماية المدينة ,

في النهاية لم اجد الا تخفيض تكاليف العلاج كطريقة لمساعدتهم , كما تعلم ,لقد كانوا زبنائي الدائمين

في هذا العالم يتم تصنيف المحاربين عبر الالوان , انطلاقا من  الابيض , الاصفر . البرتقالي . الاخضر ,الازرق ,  البني , الاحمر ,و اخيرا الاسود . كلما اقتربت من الاسود زادت رتبك و قوتك  ,

ليس كان  تزوير المستوى امر مستحيل الا انه نادر ,يمكنك معرفة مستوى الشخص اما باستشعاره , و اما عبر النظر الى الصفيحة  التي يحملها .

العضوة الوحيدة الأنثى في تلك الفرقة، لينا، هي رامية تستعمل القوس. لم تكن قوتها الجسدية مثيرة للاهتمام، لكن تصويبها بالقوس وتحكمها بالسحر كان جيداً للغاية

لوكاس الفتى الهزيل فهو  ساحر , رغم انه هزيل , الا اني استشعر قوة سحرية عالية منه .

كايل اخد دور المدرع  , بينما ريان كان سيافا موهوبا للغاية , جميعهم كانوا في المستوى البرتقالي ,

اعلى بقليل  من اغلب المهام المتاحة في هذه البلدة ,  لكن البقاء هنا كان اختيارهم حتى النهاية

تنشط السلايمز كثيرا في هذه الفترة من العام , هوايتها اكل المحاصيل  ,

احداها اصابت ذراع كايل  فتركت اثار السم على جسده , لمن لا يعرف , السلايمز هي وحوش هلامية تشبه       الهلام

و انا جالس في مكتبي دق احدهم الباب , اخبرته ان يدخل

دخل شاب يحمل فوق كتفه شابا اضخم منه ,  قال الذي يبدوا مصابا بينهما  “ صباح الخير ايها الطبيب”

“ اليس الوقت مبكرا قليلا كي تصاب بهذه الجروح يا كايل ؟ “

اجابتني الفتاة التي تسير خلفهم“ الا تعلم  ايها   الطبيب  ,  ان السلايمز تبدا باكل المحاصيل بعد  بزوغ  الفجر مباشرة ؟ علينا قتلها و هي نائمة “

مع ذلك فان كلامها لا يبرر حجم هذه الاصابة ,ليس كاني لا استطع علاجه , الا اني كنت فضوليا قليلا,

رد كايل “ بعد انهاء المهمة,قمنا بالتعمق قليلا في الغابة , المفاجئة اننا وجدنا سلايم عملاقا , و قبل ان يهاجم  لوكاس  قمت بالتصدي له(الوحش) بجسدي “

لا بد انه كان ملك السلايم , رغم انه من النادر ايجاده هنا , سالتهم عن ما ان قضو عليه , اجابني لوكاس بفخر

“ نعم لم يكن لديه فرصة ضدنا  نحن الاربعة “

قاطعه ريان “ ليس كانك فعلت شيئا “ و ضحك عليه البقية“ ليس ذنبي ان وحوش السلايم لا تتاتر بالسحر“

اجل استمر بالتذمر يا فتى

بعدما  جلسوا تقدمت (انا ) نحوهم ووضعت يدي فوق الجرح  “ سوف يؤلمك ذلك قليلا “ تم اطلقت بعض الطاقة نحوه , نور خافت ازرق خرج من يدي و بدا ينظف الجرح شيئا فشيئا, رغم   اني  متاكد  ان  الامر مؤلم ,  الا  ان الفتى الضخم لم يتذمر ابدا

انهيت العلاج و ابعدت يدي “ فتشربوا بعضا  من تلك الزجاجات “

سالت لينا “ هل هي جرعات طاقة ؟ “ ابدا , ليست اكثر من زجاجات حليب ,

اصابتهم بعض خيبة الامل , لكنهم شكروني جميعا  , اتجهت لينا نحو الزجاجات و ناولتها الى رفاقها .

بعد قليل , ودعني المغامرون الاربعة بابتسامة , ثم غادروا العيادة , على الارجح انهم يرغبون بتسليم تقرير عن مهمتهم و الحصول على قسط من الراحة

انهم اقوياء , الا اني كنت سعيدا انهم لم يغادروا البلدة  بعد

انه الهدوء , شعرت بالملل ,ادركت ان  احدا لن ياتي في القريب العاجب ,لذلك غادرت العيادة  لاجل استنشاق   بعض الهواء

انه من المبالغة وصفها بالعيادة , فما هي الا غرفة بسيطة استاجرتها ,

بينما انا اتجول , استمتعت بنسيم الهواء حتى وصلت الميناء  , كانت فرصة جيدة لشراء بعض السمك ,

سمعت البحارة يتكلمون عن سفن قد تم نهبها مؤخرا , يقال ان الفاعل هم قراصنة ريد , تجاهلت الامر لانها   ليست مشكلتي

بعد قليل نزل من احدى السفن المزغرفة رجل بدين يحيط به فارسين, مجرد نظرة واحدة كافية لتعلم انهما    اقوياء للغاية

صوت من الخلف ناداني “ انت هنا ايضا ايها الطبيب ؟”

التفت لاجد ريان و فريقه , “ ما الذي تفعلونه هنا يا رفاق ؟ “  رغم انه بدا سؤال غبيا

اجابت لينا “ نحن ذاهبون لنقبل مهمة مرافقة “

مهمة مرافقة ؟ لا يتم منح هذه المهام لمن هم اقل من الرتبة الخضراء عادة ,

اجاب لوكاس “ لعله راى فينا الامكانيات “

انا لم اقصد هذا , و قبل ان اتكلم اكثر تقدم الرجل البدين نحونا  “ لا بد انكم فرقة صدى السيوف الشهيرة ,

هل كنتم خمسة من قبل ؟”

رد عليه كايل “ هذا طبيب البلدة  رين , و ليس مغامرا مثلنا , سعدنا بلقائك  , بالنسبة لطلبك ؟ “

اجاب “اجل بالنسبة للطلب ,سوف تغادر السفينة صباح الغد ,ارغب منكم مرافقتنا ذهابا و ايابا ,كل التكاليف من مبيت و طعام على حسابنا , فكما تعلم لقد كثرت هجمات القراصنة مؤخرا “

“لماذا قد تحتاج الى المزيد من الحراس و انت تملك هذين الحارسين ؟  لا  اقصد  الاهانة  لكنهما اقوى بكثير منا”

بدا الفارسين غير مرتاحين قليلا, اجاب البدين “ لديك عين جيدة , و لكن و كما تعلم فلا  لا يمكن لشخصين  حماية الجميع مهما كانت قوتهما , افضل ان اكون حذرا على ان اكون اسفا “

احسست ان هناك شيئا خاطئا الا اني  تراجعت ,  اجابه  كايل بثقة  “ حسنا اذن  و كما اتفقنا سابقا, غذا عند  الفجر موعدنا “  ثم غادر البدين مع حارسيه

وجهت خطابي للشبان الاربعة “ اعلم انكم اقوياء للغاية , لكني انصحكم ان لا تقبلوا المهمة  “

رد  لوكاس منزعجا “ نحن اقوياء , فما الذي يدفعك للقلق ؟ “

ان قتال البشر مختلف عن قتال الوحوش تماما  , تدخلت لينا بيننا  فوضعت يدها على كتف لوكاس“لا داعي   للقلق يا لوكاس ,  ان الطبيب  قلق علينا قليلا  فقط , و انت ايها الطبيب سوف نتدبر امرنا بطريقة ما ,لسنا    اطفالا  بل  مغامرين “

بدا انهم لن يغيروا رايهم , فودعتهم بابتسامة و دعوت ان يعودوا بسلام , ثم عدت الى العيادة ,

اختفت شهيتي للاكل  , فقمت بتخزين السمك لاكله لاحقا  ثم  استلقيت قليلا , لم يحضر احد الى العيادة     بعد ذلك    فاخدت قيلولة و نمت  ,الى ان  جاء صباح اليوم الثالي

غادرت سفينتهم  للاسف و بعد اسبوعين وصلتنا الاخبار ,لقد تم الاغارة على السفينة اثناء عودتها ,   فقد      نصف الركاب حياتهم , بما فيهم , لينا , كايل , و ريان

رين :

كان صباحا عاديا , مع ذهاب اولائك الاطفال في مهمة , كانت العيادة هادئة اغلب الوقت خلال الاسبوعين      المنصرمين  ,   باستتناء  تلك الاوقات عندما يزورني كبار السن بسبب الم المفاصل

لسوء  حظهم اني لا  استطيع علاج الامراض  المزمنة

غادر العجوز تيلو محبطا بعد ان فشلت في علاج الام ظهره ثم ودعته بابتسامة ,اسف و لكن عليك ان تتحكم  بعاداتك اليومية اكثر  ,

بعد قليل دخل شاب مسرعا دون استئذان يصرخ , “ اين الطبيب ؟ نحتاج الى الطبيب بسرعة “

اخبرته ان يهدا اولا ثم يخبرني ماذا جرى , “ لقد عادت سفينة التاجر لتو , و قد تعرضت للنهب من طرف         القراصنة  “

سالته  هل من اصابات ؟   اجابني “ الكثير منها سيدي , هيا لنذهب بسرعة “

في تلك اللحظة  اسرعت بالنهوض , جمعت بعض الجرع التي كنت اخزنها للمغامرين في حقيبتي , ثم    اتجهنا نحو  الميناء , هذه المرة ليسوا قنينات حليب

بصراحه , لست متفاجئا ان الحال ال الى هذا الوضع , مركب مثل ذاك هو وليمة دسمة للقراصنة,  مع   ذلك     دعوت ان يكون اولائك الاطفال بخير ,

ما ان وصلت طلبت من الشاب ان يقوم بترتيب المصابين حسب شدة الاصابة ثم سالته كم شخصا هنا ,لم    يسمعني جيدا فتركت الوضع على حاله  و قمت بحسابهم بنفسي , خمس عشرة رجلا , و لا اثر لاولائك الصبية

عاد الشاب “ لقد قمنا بترتيبهم كما طلبت , الا ان احدهم يعرقل العمل قليلا  “

اخبرته ان يتجاهله , ثم لحقته (الشاب )  الى مكان المصابين ,

الرجل الاول قد بترت يده, لم يتم اغلاق الجرح بطريقة  لائقة, كما انه لا يزال ينزف,يا ترى هل يستطيع النجاة ؟  لا فائدة من التفكير في هذه الامور . علي ان اجعله ينجوا , هكذا فكرت قبل ان يقاطعني ذلك السمين

قبل ان اضع يدي فوق الشاب المصاب , صرخ السمين  “ فلتعالجني اولا , لدي بضعة جروح في وجهي “

استدرت نحوه مستغربا , عفوا ؟

ليس انه يجهل الوضع الحالي فقط , بل و انه  يكرر كلامه بكل واقحة  و دون تفكير “ انه مجرد عامل وضيع ,عليك مساعدتي ,في نظرك ماذا سيحدث لي لو تشوه وجهي ؟  انا ادفع لكم كي تدافعوا عني “

بالتاكيد , سوف اعالجك اولا , اسمح لي  ببتر  ذراعك اليمنى , و ربما لسانك كي اتمكن من علاجها  كما  يجب ,

قلت ذلك بصوت واضح , لدرجة ان حارسيه توجها نحونا , مع اني اشك ان سبب مجيئهما هو  الطاقة التي     تسربت  مني اثناء ذلك

خاطبني احدهما , “ ارجوك ايها الطبيب , قم بعملك , نحن لا نريد المزيد من المشاكل “

مما جعلني اتجاهله و اعود الى الرجل المصاب  ,اخبرته  “ سوف يؤلمك هذا بشدة , فلتتحمل “

كان الشاب منهكا لدرجة منعته حتى من اجابتي , بمجرد ان وضعت يدي عليه بدا بالصراخ , “ هيا توقف عن    الصراخ , حتى طفل صغير يمكنه التحمل اكثر من هذا , هيا كدنا ننتهي “

بعد دقيقة تقريبا , قمت باغلاق النزيف تماما , الا ان الرجل فقد الوعي من الالم , من يلومه ؟ استمر الوضع  على حاله لفترة , بعضهم قضى نحبه و بعضهم نجى , انهيت الاسعافات الاولية ,ثم ذهبت ابحث عن الاطفال

لحسن الحظ وجدت لوكاس الذي  بدا منكسرا , ان كان جسدك سليما و عقلك لا ,   فعلى الارجح انه  خسر    رفاقه , عانقته اولا

اخبرته “ لا تقلق كل شيئ انتهى الان “ بضع توان و لم يتمالك نفسه قبل ان يبدئ بالبكاء

“جميعهم, جميعهم ماتوا, جميعهم, جميعهم , ما كان علي النجاة وحدي, لما كان عليهم الموت و تركي وحدي“

اتفهم انه يشعر بالذنب , لكن ذلك لا يجب ان يطول  . “ انهم اموات و انت حي ترزق الان ,هذه حقيقة لن    تتغير, منذ الان  فكر بما تريد فعله  بحياتك , سواءا اكنت تريد الانتقام لاصدقائك  ,  سواءا اكنت تريد نسيان امرهم,  انه امر يعود اليك تماما  “

اتسائل دائما ان كان هذا افضل شيئ لاخبار طفل به,ذلك لم يتغير حتى بعد كل هذه السنوات,

ربما كان بامكاني احتضانه اكثر قليلا , الا اني غادرت , بناءا على الاحداث فقد ينتهي بي بقتل احدهم لو بقيت هناك  ,

و انا في طريقي الى المنزل , شعرت باحدهم  يلاحقني , قمت بتغيرالطريق مرارا كي اتاكد ,الا انه استمر بملاحقتي بغباء رغم ذلك

لم يبدوا انه قوي . لذلك قررت التوقف و رؤية ما سيفعله , عندها توجه نحوي مباشرة

سالني “ انت هو الطبيب الذي تشاجر مع الدوق قبل قليل ؟ “  لم اكن في مزاج يسمح لي بالكلام فسالته ماذا  يريد مباشرة

“ اريد ان اخبرك بما حصل هناك في البحر , انت الوحيد الذي سوف يستمع الى هذا الرجل العجوز “

مارتس العجوز :

بعد ان لحقت بداك الشاب الذي بدا شجاعا كفاية كي يصارح البارون , توقف (الشاب)  فجاة عن الهرب

لاا بد انه شعر بي و قرر الاستماع  الى كلامي  اولا , ارشدني الى منزله , و بعد ان دخلنا قام باغلاق الابواب ,

ثم اشار الي بالجلوس

بدات الكلام , انا ادعى مارتس , تاجر متقاعد , و قد كنت في طريقي الى مدينة  ( روما ) لمقابلة بعض اصدقائي   القداما , فقبل ان اصبح تاجرا لطالما كنت مغامرا , لم اتجاوز المرحلة الصفراء , الا ان ذلك غير مهم

تعود القصة الى ثلاثين سنة مضت عندما كنت مغامرا مبتدئا في هذه المدينة

عندما خطت فيها امراة  حسناء  اجنبية ,سرعان ما  اصبحت محبوبة الجميع بلطفها , في الواقع لطالما اكننت  لها بعض الاعجاب , الا انها قد رفضتني و تزوجت رجلا اخر, عاشت معه بهناء فانجبت منه توامين , طفل  وطفلة

سالني الطبيب , “ و ما ذخل اي من هذا في الحادثة ؟ “ , سوف اصل الى تلك النقطة قريبا .

بعد بضع سنوات توفي الزوج , و كان طفليها في الثالثة من عمرهما فقط , مما دفعها للبدئ بالعمل ,

من محل لاخر , و من مجال الى اخر , حتى استقرت في خدمة بيت احد النبلاء هناك ,لقد كانت جميلة جدا     لدرجة جعلت زوجة النبيل تقلق ان تسرق تلك الخادمة زوجها, و سرعان ما تحول القلق الى غيرة  ,

في النهاية قامت الزوجة بقتل الخادمة  و اتهامها  بالبغاء , فلم يكن بيد زوجها الا التستر على فعلة زوجته ,

نتيجة لذلك اصبح اطفالها هدفا دسما للتنمر و المضايقة بابشع الطرق و الالفاظ , في النهاية . حتى انتهى بهما المطاف بالهروب من المدينة

سالني الطبيب مجددا , “ و ما شان كل هذا بالحادث ؟ “  , الحقيقة اني لمحت احد التوامين هناك ,

“ اكان احد القراصنة ؟ “ بل كانت زعيمتهم

“ ان كنت تطلب مني المساعدة في انقاذها فانت تضيع وقتك “ هكذا اجابني الطبيب بنبرة باردة

اخبرته ان ينتظر قليلا , لان القصة لم تنتهي هنا

في الميناء السابق , استقل عدد كبير من الرجال السفينة بحجة رغبتهم بالوصول سريعا الى هنا , كان عليهم    دفع بعض المال للقبطان بمن فيهم انا , بدات الرحلة في جو مشمس , لم يكن هناك ما يثير الريبة في الموضوع

قبل ان يبدا الضباب بالتشكل فجاة , كلما تعمقنا اكثر كلما بدا المخرج ابعد , لكن الامر لم يتعدا كونه ضبابا    عاديا  , قبل ان يبدا الناس بسقوط فردا فردا , بدا الركاب بطعن بعضهم ,و عندها فقط انبتقت سفينة عملاقة من الضباب

عرضت زعيمتهم   تسليم جميع البضائع و تركهم بسلام , الا ان البارون رفض , و امر اولائك الصبية بالهجوم ,

بل و امر حراسه بالهجوم على اي شخص لا يقاتل , وجد القراصنة وضع مثاليا فبداو بقتلهم واحدا واحدا ,

بداية من داك الفتى الذي كان يحمل سيفا , لقد حاول حماية بعض الركاب المدنين , لكنه طعن في النهاية ,

الامر مشابه لحامل الدرع , لقد هاجمه رجل عملاق يفوقه حجما  ,

الفتى الهزيل تجمد مكانه و فقد وعيه من الخوف , بينما ضلت صاحبة القوس تحارب وحدها ,

في النهاية امسكها احد القراصنة قبل ان تامرهم زعيمتهم بالانسحاب ,

حدث ذلك عندما تبادلت اعيننا النظرات , امرت ( قائدة القراصنة ) رجالها باخد بالسلع و تجاهل الباقي , ثم غادر الجميع ,و ابحرنا بسرعة الى هنا

سالني بحماسة “ اذن فانت تعتقد انهم لم يقتلوا تلك الشابة ؟ “  اعتقد ذلك

عاد الى مقعده مرتاحا قليلا “ شكرا جزيلا  لاخباري بهذا , لا تعلم كم تعني هذه المعلومات لي , اتتذكر اسمها    عندما كانت طفلة ؟ “  اعتقد انه كان ماري ريد

ابتسم الطبيب و اجابني بهدوء “ساضع كلامك بعين الاعتبار, رغم اني لست مقاتلا ,الا اني ساتعامل مع الوضع وفق ما اراه صائبا  “

لم يبدوا انه تاثر بقصتي , لكني متاكد انه لم يتجاهلها تماما ,  قام باعداد بعض الشاي لاجلي ,

“ لقد كانت رحلتك طويلة و شاقة , بامكانك الاستراحة هنا , او الذهاب لزيارة صديقك , اعتبر المكان بيتك “

شكرته و اخبرته اني ساغادر قريبا , قد يبدو باردا , الا اني متاكد انه شاب حساس

انهيت الشاي الذي ناولني اياه , و الذي كان منعشا بالمناسبة ,

استادنت منه و غادرت ,

ودعني بابتسامة , ثم اتجهت لزيارة اصدقائي

رين :

سالت الطفل الجالس بجانبي  “ اخبرني مجددا , لماذا هاجمتك الدجاجة ؟ “

ذلك الطفل الذي يملك بضع جروح في وجهه , اضافة لبعض الكدمات و الجروح في ذراعيه و ساقه

بدا محرجا من التكلم امام والدته , اهو خائف منها ؟  , نظرت اليها طالبا منها ان تساله مكاني,

“ لا باس اخبر الطبيب بما حصل , لن اغضب , على الطبيب ان يعرف ما حصل كي يستطيع علاجك  “

شعرت ببعض تانيب الضمير , لانه في الحقيقة … لست في حاجة لمعرفة التفاصيل حقا , فجروحه سطحية و بسيطة

الامر و ما فيه اني لا املك شيئا لافعله اليوم , فلا ضير من بعض القصص المضحكة

بدا جاهزا للكلام فاستدار نحوي و سالته بابتسامة “ اترغب باخباري ما  الذي حصل ؟ “

في تلك الاثناء اخرجت بعض المرهمات من الخزانة و اتجهت نحوه  ثم بدات بدهان  جروحه  ,

“ لقد كان الوقت  صباحا , عندما لمحة دجاجة   , لاحظت انها وحيدة , لذلك قررت ان اكلمها قليلا  “

سالته , احاولت ان تكلم دجاجة ؟  لماذا ؟

“ اعتقدت ان احتكاكي بالدجاج في مزرعتنا  جعلني اتقن لغتهم, لذلك اردت تجربة التواصل معها  “

و ماذا حدث بعدها ؟

“ بدات بتقليد صوتها ,  في البداية اتجهت الدجاجة نحوي بهدوء , و استمرت بالاقتراب مني شيئا فشيئا  “

لا بد ان ذلك جعلها سعيدة ,

اجابني الطفل ببريق في عينيه  “ اجل ذلك صحيح , لقد كانت لطيفة , فحسبت اني استطيع التربيت فوق       راسها“

لا بد انه قد خلط بينها و بين القطط , ماذا حصل بعد ذلك ؟

تغيرت ملامحه الى الحزن “ سرعان ما بدات بمهاجمتي , فهربت باسرع ما يمكن ,و الان انا مليئ بالجروح , انا   اسف يا امي  , لا بد اني فعلت شيئا سيئا “

ضحكت بطريقة خافتة , و اخبرته “ لا تقلق , لا بد ان الدجاجة كانت خجولة بعض الشيئ , انت وسيم للغاية لن   يرفض احد ان يصبح صديقك “ , ضحكت امه هي الاخرى بشكل خافت ,

كدت انهي تغطية جروحه ,

بالنسبة لداك الجرح في وجهه قررت ان الافضل استعمال السحر , سيكون من السيئ تركه يغادر المكان بذاك    الوجه , عذا ذلك فهو بخير تماما

سالني “ اتعتقد اني استطيع ان اصبح صديق الدجاجة  ؟ “

بالتاكيد تستطيع ,لكن عليك التروي و اخد الحيطة و الوقت , فالدجاجة كائن حساس , هذا ما اردت ان اقوله قبل نسمع دوي انفجار قادم من الفناء الخلفي للعيادة ,
خافت الام و تشببت بابنها , ثم سالتني “ما هذا الصوت  ايها الطبيب ؟ “

كيف استطيع طمانتها ؟ لو علمت ان السبب سخيف لقتلتني . في النهاية قررت اخبارها الحقيقة  “ لا داعي    للقلق , انه مجرد ساحر مبتدئ يتدرب في الخلف . تصبح الامور فوضوية احيانا “

حينها تمنيت بصدق ان لا ينفجر الفناء تماما .

انهيت معالجة الطفل تم غادر . فاتجهت مسرعا نحو ذلك الاحمق لوكاس , لقد سمحت له بالتدريب هنا ,     لكن ذلك لا يعني ان يتسبب بهروب الزبناء

اما عن كيف وصل الى هنا  , فانها قصة طويلة قليلا , بدات  قبل شهرين تقريبا

عندما غادر العجوز العيادة  , فكرت بجعل لوكاس يعلم ان لينا حية ,ذلك سيساعده على جمع شتات نفسه , فذهبت للبحث عنه  على الفور ,

بحث عنه في النقابة و في منزله , الا اني لم اجده , في النهاية عدت الى الميناء حيث وجدته متجمدا  مكانه كانه جثة بلا روح

جلست   بجانبه  ثم خاطبته   “ لدي بعض الاخبار الجيدة و السيئة  “

تجاهلني  ببساطة ,  .نظرت الى السماء واكملت كلامي على اي حال.“ بداية بالاخبار الجيدة , لينا لا تزال حية “

استدار ناحيتي بسرعة , يبدوا اني جدبت انتباهه , سالني من اين لي معرفة هذا فاخبرته  عن الراكب الذي        وصف ما حصل عندما فقد لوكاس الوعي , تغيرت ملامحه قليلا ,

نهظ (لوكاس ) متحمسا “ حسنا سوف اذهب لانقاذها “

هنا الاخبار السيئة يا فتى . انت لا تملك ادنى فرصة لمساعدتها ,لا قوتك و لا ذكائك و لا فطنتك

سالني مجددا و هو محبط “ اذن ما الذي تقترح ؟ ان انتظر فرقة انقاذ ؟ “

ذلك الخيار موجود , الا انه لن ينجح على الارجح ,

رد منفعلا “ اذن سوف اذهب و الحق بها الان “

اسمح لي بجعل كلامي اواضح , بمستواك الحالي ذهابك بمتابة انتحار , في البداية اسلوبك مناسب في الغارات على الوحوش لا على البشر , كما انك لا تستطيع القتال وحدك  “

سالني “ ما الذي تقصده ؟ “

“استعمال العصا في القتال يجعل القاء التعاويذ الكبيرة سهلا , يستغرق بعض الوقت لكنه يوفر قوة تدميرية    رهيبة  , هذه حقيقة , الا انه عديمة الفائدة في قتالك ضد البشر “

استغرب من كلامي  “ كيف يمكن للقوة تدميرية ان تكون نقطة ضعف ؟ “ كان هذا سؤاله لكنه صمت لوهلة , لا بد انه ادرك الامر

بداية , فان استعمال التعاويذ دات القوة التدميرية كان ليغرق السفينة بمن عليها و فيها , كما انك كنت تعتمد على  فريقك في توفير الوقت كي تتمكن من اطلاق  هجمتك , عند قتال شخص اخر , هجمة صغيرة مركزة , هي اكثر من كافية “ .

قاطعني “ يمكنني فعل هذا , ليس تحديا صعبا  “

لن يتعلم حتى يرى  الفارق بنفسه , وضعت يدي فوق كتفه , ثم قمت بضخ بعض الطاقة ,بعض الاشخاص   حولنا شعرو بالضغط و الخوف , حتى تراخت قدماه و سقط على الارض ,

اخبرته “ ان تمكن طبيب من جعلك تجثو على ركبتيك , فلا قدرة لك على مجابهة ضغط قاتل حقيقي “

“ اذن مالذي علي فعله كي اصبح اقوى ؟ “ سؤال تقليدي

انا لا اعرف حقا . لكني استطيع تعليمك القليل عن التحكم  بالطاقة , ان استطعت اتقان هذه التقنية .فسوف تصبح اقوى قليلا  ,

استغرب من كلامي  “ اهي مجرد تقنية ؟ ليست شعودة او سحرا متقدما ؟ “

اجبته كلا ما هي الى قدرة بسيطة على التلاعب بالطاقة التي تخرج من الجسد . و هكذا بدا الامر

.

مر على ذلك شهرين , جعلته يتخلى عن عصاه , فقد كان يركز طاقته فيها كثيرا , في المقابل بدا بتوزيع طاقته    عبر جسده بشكل اكثر فعالية , ربما تكون شخصيته ضعيفة , الا انه يملك الموهبة بالتاكيد ,

طلبت منه تغليف يده فقط كبداية , استغرق منه الامر شهرا قبل ان يستوعب الخدعة في الامر

, و الان يتدرب على تغليف جسده بالكامل , في بعض الاحيان يكون تغليفه هشا ,  و في احيانا اخرى يبالغ في ضخ الطاقة فيتسبب بانفجار ,

بالعودة الى الحاضر , لقد دمرت فنائي مجددا ايها الوغد الصغير

لوكاس :

لقد انهيت تدريبي مع رين لتوي الذي دام ستة اشهر, اقل ما يقال عنها انه جحيم ,

ذلك الطبيب كان عديم الرحمة , لم اتوقع قط من طبيب في بلدة مسالمة ان يكون بتلك القوة ,

بل تسالت في احيان كثيرة ان كان طبيبا اصلا ,

خلال الشهر الاول , حاولت تقليد تلك الحركة التي قام بها في الميناء عندما تسربت الطاقة من راحت يديه ,

كان علي التخلي عن عصاي  و استبدالها بذراعي ,اخد مني اسبوعا لجعل الطاقة تخرج بشكل عشوائي  ,و شهرا تقريبا لاجل التحكم بقدر  الطاقة التي تخرج منها  ,

في الشهر التالي  , تمكنت من تطبيق ذاك المبدئ على كامل جسدي , فتمكنت من تغليفه طالما انا مركز , الا اني احيانا افقد سيطرة فافجر المكان عن طريق الخطا  , ذلك لم يكن كافيا  حتى قرر رين الانضمام الي , و هناك بدا جحيمي , بالمناسبة رين هو اسم الطبيب

بعد ان تسربت الطاقة مني و جاء ليوبخني مجددا في احد الايام و دون ان ينطق بكلمة ,

اتجه الطبيب نحو غصن شجرة منكسر , لم يكن سميكا للغاية , و لا طويلا للغاية , تم نظر الي كجلاد يحدق في محكوم عليه بالاعدام   “ حان الوقت لتدفع تمن تخريبك حديقتي”و اندفع نحوي  , لم احصل على فرصة لتغليف نفسي ,

اصابني في ذراعي اليمنى , فدفعني جانبا , كان ذلك مؤلما للغاية  , على الاقل علمت انه يقدر النباتات كثيرا

“ لا تقلق بشان الاصابات , لاني سوف اعلاجك لاحقا , الان انهض , حاول  تفادي هذه (الهجمة ) “

ابتسم وهاجمني مجددا,  بدات اشك ان يستمتع بتعذيبي في يومنا الاول, استمر الوضع على حاله حتى اقترب مغيب الشمس

بحلول ذاك الوقت , كل من قواي و ارادتي قد خارتا تماما , قام برمي العصا جانبا  ثم اتجه نحوي

“ لقد كنت متساهلا جدا اليوم , لم استعمل سوى جدع شجرة , و هذه كانت النتيجة , فما بالك لو كان سيفا حقيقيا“

كنت اعلم اني ضعيف , لكن ليس لدرجة ان يهزمني طبيب يلوح بغصن شجرة

“ سيكون هذا تدريبك الاخير , تعلم كيف تقاتل عن قرب , ان تمكنت من تفادي ضرباتي و اعادتها الي ,  فاني   ساسمح لك بالذهاب وراء صديقتك ,

غير ذلك فان فرصك معدومة تقريبا, رغم انك قد تستغرق مئة سنة لتصل الى ذاك المستوى“

قالها ساخرا ثم ابتعد قليلا و عاد الى داخل العيادة ,

شعرت بالاحباط و العجز , تسالت ان كنت اريد الاستمرار على اي حال , لما علي المرور بهذا الالم ؟

اكان الدافع انقاذ شخص قد يكون ميتا؟ يمكنني التوقف عن القتال و اصبح مساعدا مثل الطبيب ,ا

ليس كذلك ؟ هل سانجوا وحدي في هذا العالم دون رفاقي ؟ راودتني هذه الاسئلة كل يوم تقريبا

كان الطبيب ينضم الي قبيل غروب الشمس بقليل , يهاجمني , يبرحني ضربا , يعالجني ثم يغادر

ادركت ان هناك ما خطبا في جسدي و علي اصلاحه ,لقد كنت ضعيفا للغاية

بدات بتدريب جسدي في الصباح و النهار عن طريق الجري و بعض التمارين , حاولت الحفاظ على التغليف    لاطول وقت ممكن  ,ذلك تسبب في  انهاكي اكثر , الا انه ساعدني في التحسن اسرع

لكن سرعان ما اصابني الاحباط

حتى جاء ذلك اليوم عندما تلقيت اول ضربة منه دون ان يتم دفعي بعيدا ,

عندما اذركت ان جهودي لم تذهب عبتا , رغم انها كانت لحظة قصيرة  قبل ان ينهال علي بالضرب مجددا ,     الا اني لمحت رين يبتسم قليلا عندما لم اسقط باكيا على الارض ,

منذ ذاك اليوم زادت سرعة ضرباته , و زاد الالم معها , الا اني تحملت , احيانا كنت اخطا و اتسبب بتدفق سحر اقوى من اللازم , مما يتسبب بانفجار , بدت تلك مشكلة في البداية , قبل ان ابدا بالتحكم بها و استعمالها في   ابعاده بها

و اخيرا و بعد اكثر من ستة اشهر , حمل رين سيفا حقيقيا لاول مره

“ حسنا يا فتى , هذه ستكون اخر مرة , فل تتبث لي انك لست ذاك الغر الذي دمر حديقتي قبل اشهر  “

رين :

رائحة  البحر المالح  الجميلة , صوت طيور النورس التي تترقب اقتراب الاسماك من سطح البحر,عدم وجود    يابسة على مدى الافق ,و ربما كوني اعاني قليلا  من دوار البحر الا اني بخير تماما

اتتسال لما لم اتكلم عن اخر تدريب خاضه لوكاس معي ؟ ,بل ولما انا في قلب البحر الاساس ؟,السبب بسيط

لاني لا ارغب بالتحدث عن الشيئ الذي تسبب في تفجير منزلي  , لم يتطلب الامر سوى بضع تلويحات قبل   ان يفقد السيطرة على قوته و يفجر منزلي , من الجيد ان احدا لم يكن بالجوار , مع ذلك  لن اقوم بتدرب احد في حياتي مجددا,لقد كان اهدارا لستة اشهر  ثمينة ضاعت من حياتي ,

بوضع هذا جانبا عرض علي العمدة عرضا مغريا, مقابل مرافقة هذه السفينة التي تحمل بعضا من اتباع عائلة روزيويل

فكرت برفض طلبه , اولا بسبب ارتباطي السابق بابنة حاكمة المنطقة , والتي صادف كونها الملكة السابقة     جوينفر , الا انه وعد بمنحي منزلا جديدا

اعلم انهما ليسا شخصين عادين , ذلك الذي يرتدي زي مهرج و يتصرف كالمهرج ,

قد يبدو بليدا لكنه مستعملي خناجر من المستوى البني , على الارجح انه سفاح , لما قد يخدم سفاح عائلة     نبلاء بشكل مباشر؟  انا لا اعلم , و ترافقه مشعودة شابة دات لون شعر غريب ,اهي صبغة  وردية ؟

لا اعرف , لا اهتم و لا اريد ان اعرف طالما سوف احصل على  منزل مجاني

في العادة تقوم هذه السفينة بنقل البضائع , اضافة الى الاشخاص الذين يرغبون بالتنقل سريعا

في حالات نادرة يقوم التاجر بالسفر مع  بضاعته شخصيا .مع ان هجمات القراصنة اصبحت شاسعة , الا ان ذاك السمين يخاطر بحياته مجددا في هذه  الرحلات , مهما سالتني عن الامر فهو غريب.

لا اعلم ما الذي يخطط له العمدة بارسالي مع هذا الحشد المريب , الا اني لن اسامحه لو اخلف وعده

سالني الطفل المتذمر الذي رافقني رغم انه من تسبب في تفجير منزلي(لوكاس )  “ الم نصل بعد ؟ “

اجبته “ انها المره الثالثة التي تسال فيها نفس السؤال خلال نصف ساعة , اسال القبطان شخصيا “

اجابني بتذمر “ لا اريد , يبدوا مخيفا و لا ارغب بالعبث معه “

“ ا لا باس عندك بالعبث معي ؟ “ قبل ان تغلبني موجة الدوار مجددا و استفرغ في المحيط , انا اسف ايتها     الاسماك المسكينة

توجه السمين نحونا ليلقي التحية , بمجرد ان وصل قام بالتحديق  قليلا في لوكاس “ هل لي بدقيقة من وقتك ايها الطبيب “ قالها بوجه متنصع لم يكلف نفسه عناء اخفاء ازدرائه لهذا الطفل بجانبي

اجبته “ بالتاكيد تفضل , كيف يمكنني مساعدتك؟“

مع اني رغبت برميه من على السفينة , الا ان تابعيه لن يسمحا لي على الارجح

“ اردت ان اعتذر منك بشان ما حصل في الميناء سابقا , كنت مذعورا و قد اكون اسات لك بدون قصد,ارجوا  ان تغفر ما بدر مني وقتها  “

اجبته “ لا داعي للاعتذار , لقد حصل ذلك منذ وقت طويل . اعلم انك كنت مذعورا فقد خضت شيئا ليس    بهين ,لا داعي  ان تعتذر كثيرا  “

لانه ليس السبب الذي عليك الاعتذار بشانه , لم اخبره بهذا طبعا

“ في الحقيقة , كنت ارغب بدعوتك للعمل في قصري , طالما ان الامر باستطاعتي فاني ساعمل جاهدا    على      توفير اي شيئ تطلبه  “

اعلم ان المعالجين نادرون للغاية في هذا العالم , لدرجة ان العديد من الاغنياء يرغبون باحتكارهم لانفسهم ,

“ انا اسف الا اني لا استطيع حاليا قبول عرضك , فقد وعدت العمدة بمساعدته لوقت اطول قليلا ,   كما اني مشغول  في  تدريب هذا الشاب”

ثم ضربت يدي بظهر لوكاس ,الذي لم يرفع راسه بعد ..

هذه المرة نظر السمين الى لوكاس بنظرة استصغار اكثر وضوحا “ لا داعي ان تضيع وقتك مع هاذ الشاب الذي فقد وعيه بينما كانت فتاة تحميه “

كلامه ليس خاطئا تماما , الا ان طريقة كلامه مستفزة

“لا اعتقد ان الخوف امر سيئا ابدا ,في الحقيقة لقد كنت جبانا كبيرا عندما كنت بعمره ,لم اكن قادرا على النظر الى المصابين حتى لاني كنت اخاف الدم ,اتعتقد اني مثير للشفقة ايضا ؟ , ان كنت تعتقد ذلك  فاني اعتذر عن تقديم اي خدمات لك , فانا لا استحق ذاك الشرف ”

هذه كذبة كبيرة من الالف الى الياء  , لم اخف قط من دم , و كما ان طفولتي لم تكن بتلك الوداعة و الجمال ,

تراجع السمين قليلا , السمين الذي لن اكلف نفسي عناء تذكر اسمه , ثم اعتذر مني و قال انه سيكلمني لاحقا   لانه لا يزال مهتما , ثم عاد الى غرفته

“اشكرك على الدفاع عني , “  قالها لوكاس بقلب منكسر ,

“ لم افعل ذلك من اجلك , كل ما اردته هو رفضه و انت بدوت كعذر مناسب , هذا ما في الامر “ ابتسم لوكاس قليلا ثم عاد للتحديق في المحيط الشاسع ,

بينما اسدرت باغتتنا الفتاة دات الشعر الوردي و وضعت يدها فوق كتفينا “ انتما يا رفاق , هل انتما مهتمان    بالحصول على بعض الجواهر ؟ “

يحدث الان في الجانب الاخر  , قاعة عرش مملكة اوفيليا :

تحمل الملكة السابقة سيفا و تتقدم نحو الملك المقيد , تخاطبه صاحبة الشعر الاحمر بوجه خالي من التعابير  “ هل من  كلمات اخيرة؟”

ابتسم الملك المنزوع  عرشه “ لم اتوقع ان تجمعي القوة الكافية لعمل انقلاب علي ,في النهاية لم يكن اخي        التهديد الاكبر, بل كانت زوجته , انها نهاية مضحكة  بحق “

سالته صاحبة الشعر الاحمر “ اين اخفيت  ابنك و تلك المشعودة ؟ “ , قابلها الملك السابق بضحكة خفيفة “ و لما عساي اخبرك ؟ لتفعلي ما فشلت انا بفعله قبل عشر سنوات ؟ “  يقصد  التخلص من زوجة الملك     السابق

بصقت دات الشعر الاحمر في وجه الملك و نظرت اليه باستصغار“لا باس , سوف اجده بنفسي ,لان اذع احدا من نسلك يعيث فسادا في هذه الارض بعد الان  “

ابتسم ميرلين  “ افعلي ما شئتي يا جوينفر “ , و لوحت دات الشعر معلنة نهاية حقبة اوفيليا .

رين :

لم افهم المقصد من كلام تلك الفتاة التي ارادت بيعي لبعض الحجارة . تقدم الذي يرتدي ملابس المهرجين      نحوها   ثم  ضربها في قمة راسها و  اعتذر  منا  “ اسف يا رفاق , رغم انها تبدوا كامراة ناضجة , الا ان حجم   عقلها لم يتعدى حبة الفاصوليا وردية بعد   “ ,

صرخت الساحرة في وجه المهرج “ من الذي تنعتها بحبة الفاصوليا ايها المهرج ّ؟”

قاطعت(انا)هم  وسالتها ان تخبرنا بما تريده مجددا

ردت علينا  متذمرة  كما لو اني الشخص المخطئ هنا

“ كل ما اردته هو بعض المرح  , لقد اصبت بالضجر في هذه الرحلة , وهذا المهرج , رغم انه يبدوا كالمهرجين    الا انه لا يجيد القاء النكات حتى , عموما , مهمن  كان  الشخص الذي يهزمني في لعب  البطاقات   ,  فسوف  امنحه هذه الجوهرة  “ ثم  اخرجت من جيبها حجرا احمرا صغيرا داكنا

شعرت  ان الجوهرة التي تحملها ليست بجوهرة عادية فوافقت على اللعب , اضافة  انه لا شيئ افضل لفعله  الان

قفزت الفتاة الغريبة فرحا لتو , هل وقعت ضحية عملية نصب ام ماذا ؟

اشار لها المهرج “ لا تنسي اننا في مهمة “

ساله لوكاس “ مهمة ؟ ما الذي قد يدفعكما يا رفاق في للسفر في هذه السفينة ؟ “

تردد  المهرج قليلا , لكن الساحرة اجابت بسرعة “ كل ما في الامر ان علينا مرافقة صديقة سيدتنا في رحلتها “

لم يبدو لي انها تكذب على الاقل , رغم انها ليست صريحة تماما ايضا

سالها  لوكاس مجددا , “ و اين هي تلك الانسة ؟ لم ارى امراة غيرك على هذه السفينة “

اجابت الساحرة “ في الحقيقة , انها تعاني قليلا من الدوار , لهذا فانها لم تغادر غرفتها منذ فترة “

الستما قلقين من اقتراب احدهم منها ؟

اجابني المهرج “ ان كان غبيا بما فيه الكفاية كي يحاول , فانه لن يصل اليها اصلا , اما ان كان قويا , فلا شيئ     بيدنا لفعله “

انه بالتاكيد رد فعل شخص كسول , تدخلت الساحرة بنشاط

“بالمناسبة انا ادعى مايا سعدت بالتعرف عليكم , بامكانك رؤية  اربعة اشخاص اخرين ينتظرون مجيئنا هناك“

و انا ادعى رين

سالت(انا) المهرج  “ اخبرني , هل صديقتك جيدة في اللعب  حقا ؟ “   اجابني بوجه جاد

“انها جيدة كفاية ان لا اشارككم في لعبتكم هذه , بامكانك مناداتي بكلاوني , فقط لا تاخد الامر بشكل شخصي عندما تخسر “

كنت ساعتبرها مجرد لعبة بطاقات عادية , الا اني من النوع الطفولي الذي يكره الخسارة حقا , لقدت نجحت في جعلي اخد اللعبة بشكل شخصي .

بدات مايا بالتكلم “اذن باختصار سوف نلعب لعبة بوكر تقليدية ,سيكون لدينا جميعا عشرة قطع لا اكثر لذلك لن  تطول هذه اللعبة , لا تقلقوا انا لست ندلة كفاية كي اتراجع عن كلامي , بالنسبة للاعبين

ستة اشخاص بالمجمل , الاولى طبعا انا , الساحرة الشابة الجميلة مايا “

قاطعها المهرج “ و الغبية ايضا “ الا انها تجاهلته و اكملت كلامها

الحارسين الشخصيين للذوق اريون و دوناك , “ لا بد انهما ادركا قيمة الحجر ايضا

“ الملاح ستيل , و المجند نيكولاس “ , قاطعاها و القيا التحية علينا

“ و اخيرا الطبيب رين , في حالة لم تكن مدركا لكيفية اللعب , لنراجعها مع بعضنا  , في البداية نقوم بتوزيع      البطاقات , احرس ان لا يراها احد , وقتها نقوم برفع الرهان او الانسحاب , الامر عائد لك تماما  , بعد ذلك     نقوم بتوزيع ثلاث بطاقات اخرى , تكون مكشوفة للجميع , يمكنك   بعدها رفع الرهان او مطابقته

او الانسحاب ,الامر عائد لك , و نستمر حتى الجولة النهائية , اللعبة واضحة اليس كذلك ؟ “

بالنسبة لي اعتقد , سال ستيل “ هل من طريقة مضمونة للفوز ؟ “

ابتسمت مايا بخبث “ و لما علي اخبارك بكيفية هزيمتي ؟ “  كلامها منطقي

“ان لم يكن هناك المزيد من الاسئلة لنبدا اللعب . ما رايكم ان نجعل هذا الطفل هناك ياخد دور الموزع ؟ “

اعترض احد اتباع السمين “ الن يقوم بمساعدة الطبيب على الفوز ؟ “

لو انه بهذه المهارة لجعلته يلعب معي  “ بالتاكيد بامكاننا الاستغناء عن لوكاس , سوف اجعل المهرج صديقي     الموزع “

تراجع اريون و جلس مجددا , ليس كاني بحاجة للغش على اي حال

بدات اللعبة , شات الاقدار ان احصل على بطاقتي ورق (اتنين ) , و العنكبوت (سبعة  ) , ما يهم اني قررت رفع الرهان وايهامهم ان لدي مجموعة جيدة ,

لم تبادر مايا بالهجوم في هذه الجولة ,

في الجولة التالية , لم يكن حظي افضل حالا, لازالت مجموعتي عديمة الفائدة الا اني رفعت الرهان قليلا,

الوحيدة التي  بدت سعيدة في هذه الجولة كانت مايا , الا انها لم تهاجم ايضا

في الجولة الثالثة , بدا كابوسي عندما حصلت على بطاقة اخرى من نوع قلب(خمسة ) , هل استمر, ام  احافظ   على ماء وجهي و انسحب ؟ ,  مثل اي شخص يحب المراهنة , قمت باختيار شجاع , الاختيار الغبي طبعا

الصدمة ان رفاقنا بدؤا برفع الرهان , بداية من مايا , وجدت نفسي مرغما على الانسحاب

لنوفر عليكم عناء متابعة هذه المباراة التي لم اعد جزءا منها ,

فازت مايا  كما توقع المهرج , لا اعرف كيف حصلت على مجموعة متسلسلة الا انها فعلت , لننسى امر اللعبة

كان هناك شخص يراقبنا من بعيد , صديقة قديمة للغاية , شخص لم ارغب برؤيته مجددا,

اعتقد انه بادلني الشعور و قرر عدم اظهار نفسه ايضا

تقدمت مايا نحوي “ اذن هل تريد لعب مباراة اخرى ؟ “

رين :

لعبة تلو اخرى , و الفائزة واحدة , لا بد انها كانت تغش , هكذا صرح البحارة , الا اننا جميعا افتقرنا الى الدليل

عندما اقتربت الانسة التي تخدمها مايا , بدت لي مالوفة قليلا , قررت مايا انهاء اللعبة ثم التحقت بسيدتها ,

كذلك فعل المهرج

اقترب مني لوكاس و بدا يضايقني بسبب الهزيمة ,وضع يده فوق كتفي

“في النهاية , لم تستطع الفوز في اي جولة , كنت اعتقد انك اذكى من هذا  يا معلمي  “

لكنت الاخير في الترتيب لو شاركت يا لوكاس ,

تظاهر بمواساتي كما لو انه انسان بالغ يحاول مواساة طفل فقد لعبته , لا اصدق اني تركت ملامح الشماتة تلك تعتلي وجهه “ لا تقلق يا معلمي , ما هي الا لعبة  , ليست بالشيئ الكبير “

“ حسنا انتهى المزاح , ابعد يدك عني , و اذهب لغسلها , هل وضعت يدك في شبكة عنكبوت ؟ “

اصبح لوكاس مستغربا قليلا , “ ما الذي تقصده ؟ يداي نظيفتان “

لا من الواضح انها … في تلك الاثناء شعرت باقتراب سفينة نحونا , ليست قريبة جدا , لكن الامواج لا تكذب

اقترب غروب الشمس , لقد كان  نذير شؤم

امرت لوكاس“ منذ اللحظة , لا تزل غلاف الطاقة عنك  حتى اخبرك “

سالني “ ما الامر ايها الطبيب ؟ “ , هناك احتمال ان نتورط في معركة , لنجد مكانا و لنختبئ ,

تقدم المهرج نحوي و دعانا للاختباء مع سيدته “ ايها الطبيب , قد يصبح المكان خطيرا قريبا , فلتبقى قريبا من سيدتنا حتى نستطيع حمايتك “

ربما يعتقد انه يستطيع جعلي اخد صفهم لاحقا اذا عرض علي المساعدة الان , اعتقدت ان سيدتهم ذكية      لعرضها ذلك علي , على الاقل قبل ان تفتح فمها ,

من ماذا ؟ , سالتهم كي اعرف الى اي مدى  يذركون الخطر القادم ,

اجابتني مايا , “ رايت بعض السفن التي كانت تلاحقنا منذ فترة , و الان هي متجهة نحونا باقصى سرعة “

كيف رايتها ؟ , تظاهرت مايا بالسعال و اكملت كلامها “ عليك الاختباء ايها الطبيب , نحن سوف نعتني بهم”

بما انك مصرة , فاني ساقبل عرضك بكل امتنان , هذا قبل ان تقاطعنا سيدتهم , هانا ,

“ هذا الوحش لا يحتاج حماية “ حسبت اني لن اراك مجددا في حياتي يا هانا  ,

“ مر وقت طويل رين “ , التزمت (انا)  الصمت و تظاهرت بالجهل,ربما اخطئتي بيني و بين شخص اخر يا انسة

صرخت مايا فجاة من الغضب , “ تبا لهم لقد فجروا عنكبوتي الصغير دون ان يرجف لهم جفن “

اذن افترض انهم قراصنة حقا , تغيرت ملامح لوكاس , القراصنة كلمة تجدب بعض الذكريات غير السعيدة له

قام كلاوني ( المهرج ) بالنداء على باقي افراد الطاقم , كذلك السمين و تابعيه ,

سال السمين “ ماذا هناك كي تقاطع وجبتنا ؟ “ لم يبدوا سعيدا للغاية بهذا النداء المفاجئ

اجابه كلاوني “ لقد رصدنا سفن القراصنة , لذلك نطلب من الاشخاص العاجزين عن القتال النزول عن سطح السفينة , بصراحه حبدا لو نزل الجميع  , لكني اعلم ان بعضكم لن يسمح له كبريائه بالمغادرة “

اجاب السمين “ هكذا , هذا مبكر قليلا , اريون , دوناك  ( تابعيه )   سننتظر هنا , علينا التفاوض مع القراصنة   لاجل رعايانا  , ساحرص على عودتكم احياء جميعا باي ثمن “ ثم تراجعوا جميعا

بدا الركاب في شكره , الا اني غير مرتاح لكلامه قليلا , ليس بعد ان علمت ما فعله في المرة السابقة

سالت مايا هل من اشخاص يستطيعون القتال ؟ “ رفع بعض البحارة ايديهم ,

نظرت مايا اليهم بابتسامة  “  في هذه الحالة , من فضكم حافضوا على  سلامة الركاب في الاسفل , اسفة لقول هذا , الا انكم  مجرد عائق , اني افضل العودة جميعا الى اليابسة ,سواءا احتفضتم بكبريائكم او لا   “

استدرت لارى لوكاس الذي اضحى شاردا منذ بداية حديثنا عن القراصنة ,سالته “ ما بك يا فتى  ؟ “

اجاب “ القراصنة , الذين خطفوا لينا , اليست هذه فرصة لي كي انقذها ؟ “

اجبته : بداية , لا ضمان انهم نفس القراصنة , و لا ضمان انهم يحملونها معهم , كما اني اشك في مقدرتك على  قتالهم اساسا ,انا لا اشك في قوتك ,لكن قتل بشر اخرين هو امر صعب , لذلك فل ننتظر فرصتنا

غربت الشمس و حل الليل , بدا ضباب خفيف يحيط بنا , شعرت بتسارع سفينتين  نحونا ,بدا الركاب بالاخلاء , عندما دخل الجميع وجاء دور هانا رفضت , “ لا استطيع تركه يواجه الخطر وحده “قصدت(هانا ) السمين

هكذا قالت و طبعا عارضها كلاوني ,

في النهاية سمحت لنا مايا بالانتظر هناك بجانب السمين ,

سالني السمين مجددا “ اخبرني , هل انت مهتم بالعمل لدينا ؟ ما زال العرض ساريا   “

ابتسمت له , اسف يا سيدي انا خائف للغاية الان  , فلا استطيع ان امنحك وعدا

هذا السمين لن يستسلم اليس كذلك ؟

اصبحت كلتا السفنتين على مرا البصر , توقفت احداهم و تقدمت الاخرى نحونا

قليلا بعد حتى التقصت احدى السفنتين بنا ,تقدمت امراة تلبس قباعة كبيرة , و غطاء في وجهها يليها بضعة   رجال

كانت عيناها الشيئ الوحيد الظاهر فيها

اغلبهم كانو ضعفاء بشكل محرج , الا اتنين , احدهم عملاق يحمل قطعة لحم , و الاخر ملتحي بهالة جادة    حوله,قد يكون اكثر شيئ مخيف بعد عيون تلك القراصنة الي تتوسطهم ,

تقدم السمين نحوهم “ ايها الملتحي هل انت هو قائد هذا الاسطول ؟ ارغب بالتكلم معك “

قالها كما لو انه قائد عسكري مخضرم لا  يخشى شيئا

تجاهلته القرصانة تماما فانزعج السمين “ ارغب في انهاء الامر عند هذا الحد , لا داعي لاجبار رجالنا على  قتال عقيم “

تراجع الرجل الملتحي الى السفينة “ بامكانك التعامل معاهم اليس كذلك ؟ “

ردت عليه القرصانة ببضع كلمات “ اجل انت محق “ ثم استمرت بالتحديق يمينا و شمالا

بعد برهة تكلمت القرصانة مجددا “اجل انت محق , لا داعي لازهاق ارواحنا , لو قمتم بتسليم تلك المسؤولة  سوف ينتهي عملنا بسرعة “  تكلمت كما لو انها لا تعرف كيف تبدوا

استغرب السمين “ اتعنين انكم لستم هنا لاجل المال  ؟ “ ,

ردت عليه “ ليس هذه المرة ايها السمين , و الان سلمنا الانسة بطيب خاطر “

اشهر كلاوني خنجريه “ ان كنتم هنا لاجل سيدتنا فهذا يجعل الامور اسهل , فليتقدم اولائك الذين لا يخشون   الموت”

فتح السمين فمه مجددا  “ هذا ليس جيدا ايها الحارس , انهم اسطول كامل , بينما نحن بضعة رجال , ما الذي يسعنا  فعله ؟ اليس الافضل تسليم سيدتكم و انهاء الامر هنا ؟ “

اجابه ببرود “ ذلك ليس خيارا حتى “

صادف ان بعض الركاب سمعوا الحوار فخرجوا مسرعين, اتقصدون انكم ستدعوننا وشاننا  ؟ “

ردت القرصانة “اجل ذلك صحيح , سلموني تلك الفتاة بطيب خاطر“ولا يزال رجالها يستمتعون و يضحكون”

سالتها (انا ) لماذا تبحثون عنها ؟ ليست شخصا قد يملك اي شيئ لفعله مع القراصنة ,

نظرت الي بضع لحظات , تم اشاحت نظرها عني , كما لو انها لا تريد الكلام اساسا

اشار السمين لتابعه اريون  “ اسف ايتها الانسة , لكن حياة رعايانا هنا اهم منكي “ تقدم اريون

“لا شيئ شخصي يا رفاق , انا اعتذر الا ان عليكم الموت هنا “

بمجرد ان رفع يده( اريون ) , بدات تتشكل كثلة من الضوء , لم ياخد الامر وقتا طويلا , قبل ان سقط قتيلا ,

شيئ ما كالخيوط فصل راسه عن جسده  , بدا كان جسده يطير , تم رميه في المحيط

تمتم كلاوني “ رؤية جسد ميت مقطوع الراس ليش شيئا يسر الناظرين “

و تقدمت مايا نحو السمين “ اسفة , لكن الامر ليس شخصيا , انا اعتذر  ان قتلتك هنا “

اصبح جميع الركاب مرعوبين , الا ان القراصنة بدا عليهم الاستمتاع بالمشهد , ليس قائدتهم على الاقل

نادتها هانا “ توقفي يا مايا , سوف نناقش محاولته لقتلي لاحقا , ركزي على القراصنة الان “

اجابت مايا “ حاضر سيدتي “ ثم اتجهت الى جانب كلاوني و تقابلا مع اعدائهم

توجه السمين الي “ ما الذي تفعله ايها الطبيب ؟ فلتعالج تابعي بسرعة ؟ هل تعرف كم دفعت لاجله ؟ “

انا اعالج الاحياء ,لا الاموات , كما ان الاسماك قد ابتلعته سلفا , لم استطع اشاحة نظري عن لوكاس  , خشيت ان يتصرف بحماقة

بدا الركاب الاخرون بالصراخ على هانا و حارسيها  “ فلتغادروا ,  مالذي تحسبون انفسكم فاعلين ؟ “

قالت قائدة القراصنة “ خيوط جميلة “  لا اعتقد ان احدا فهم معنى كلامها غيري و غير مايا

“ دع هذه المراة لي , و تكفل انت باتباعها  “  قالت مايا لكلاوني

“ كالعادة , العمل المزعج من نصيبي  “ قال كلاوني

“ لا عليك , سوف انهي امرها بسرعة “ في لحظات قليلة , قد تشكلت شبكة حول القرصانة ,

اقفلت مايا كف يدها , فاصبحت خيوط الشبكة حادة  و اتجهت نحو جسد قائدتهم , كل هذا في ثانية  ,

لكن الهجوم اخطاها ,هل اختفت ؟ لا , انها امام الثنائي , و قد امسكت بسيفها و لوحت به ,

في نفس الوقت قام كلاوني بدفع مايا جانبا بعيدا عن هجمة السيف , هل تملك تلك القرصانة قدرة الاختفاء ؟

لااعتقد ,  لو تحركت لشعرت بمسارها على الاقل ,

ان استمر الوضع على هذه الحالة ربما لن يتسطيعا التكفل بها , قاطعتني هانا “ لا تستهن باتباعي “

حاول بعض اتباع القرصانة التقدم لمساعدة قائدتهم , كلما نظرت اليهم اكثر كلما ايقنت انهم مجرد همج ,

لكنها  رفضتهم جميعا , “ بمجرد ان تخطوا خطوة الى الامام , ستقوم الساحرة بقطع رؤوسكم ,

ليس كانها تستطيع هزيمتي  “ هكذا قالت القرصانة , ثم بدا اتباعها بالصفير ,و الصراخ لاجل قائدتهم

وحده ذلك العملاق تقدم ,

اندفع كلاوني نحو القرصانة , كذلك فعل العملاق الذي اصطدم بكلاوني , تمكن من دفعه بعيدا هو الاخر ,

ملامح الدهشة ارتسمت على وجه لوكاس ,  “ هل هذا درعه ؟“

سالته عن اي درع  يتحدث ؟

“ انه الدرع الذي كان يستعمله رفيقي كايل , هل كان الشخص الذي قتله ؟ “ استمر لوكاس بالكلام بينما ارتفع    كلاوني عاليا , لربما لديه قدرة تمكنه من الطيران ,

اندفع كالقديفة نحو القرصانة , لكن العملاق صده مجددا , كيف يمكن ان يكون ذلك ممكنا حتى ؟

سالت مايا القرصانة “ لديك تابع جيد حقا, مع  ذلك من النادر الحصول على اداة سحرية  “

اجابت القرصانة “ من الوقاحة اشاحة نظركي عني , هل تتوقين الى الموت الى هذا الحد ؟  “

نظرت مايا الى كلاوني “ انه وقت التبادل “

اشحت نظري عنهما  لاراقب كلاوني و العملاق ,

لقد ظهرت شبكة حوله, نفس الشبكة التي قتلت تابع السمين

في نفس اللحظة غضبت القراصنة و حاولت مهاجمة مايا لايقاف هجومها ,

القى كلاوني احدى خناجره الى المكان الذي ظهرت فيه القرصانة , فتراجعت قليلا , تجاوزها الغنجر لكنه غير   مساره و عاد لملاحقتها , استمر الغنجر بالهجوم , بعد خمس محاولات , تمكن القرصانة من امساك مقبض    الخنجر

“ اذا فقدرتك تكمن بالتحكم بجادبية الاشياء , انها قوة مثير للازعاج حقا  “

همست مايا لكلاوني “ بينما انا اقيد هذا العملاق, لن تسنح لي الفرصة للهجوم معك ,حاول الهائها الى ان       اقتله”

بالعودة الى العملاق , بدا يضحك “ هل تعتقدين ان قدرتك هذه تستطيع ايقافي حقا ؟, قليلا بعد و سوف      تضعف الشبكة , سوف تنتهي اللعبة حينها “  وضحك

ابتسمت مايا “ اجل انت محق , لن تصمد شبكتي طويلا , و لكن من قال انها بطاقتي الوحيدة “

اصبحت الشبكة اكثر حدة  ,رغم ان كل ما استطاعت فعله هو جرح جلده , الا ان مايا ابتسمت ,

جرحت مايا يدها ثم وضعت قطرة دم فوق احدى خيوط الشبكة  ,اصبحت رائحة الشبكة كريهة , انه سم ,

“ انتهت اللعبة الان حقا “ , عندها بدا العملاق يصرخ غاضبا , تشكل حول  جسده درع من الصخور ,

فبدا الشبكة بالتمزق , من الواضح انها لم تكن في وضع جيد

ذلك لم يفاجئني بقدر ملامح لوكاس “ انه حقا درع كايل “ تفاجئت , لكنه لم يكمل جملته , قبل ان يركض      مسرعا في اتجاه العملاق ,  هل فقد هذا الطفل عقله اخيرا ؟ على الاقل قام  بتغليف جسده اولا

وقتها كان العملاق قد تحرر من الشبكة , نظر الى الطفل المتوجه نحوه , فحاول توجيه لكمة له ,

صرخت (اتا) “احذر يا لوكاس ” تفادا لوكاس الضربة , تم وجه لكمة نحو بطن العملاق

ارتسمت ملامح الخوف  على العملاق لوهلة , لكن اللكمة كانت اضعف من ان تتسبب بتاتير , ابتسم العملاق   قام العملاق بمحاولة لكمه مرة  اخرى , لكن هذه المرة اصابه ,

كان الامر مخيفا لوهلة , لقد انفجرت يده ,من شدة الاصطدام,بل تحولت الى اشلاء ,لدرجة لا يمكن اصلاحها , هكذا كانت دراع العملاق التي هاجمت لوكاس , بينما لوكاس دفع بعيدا قليلا فقط , لقد حماه التغليف جيدا , لكنه فقد  الوعي , توجهت بسرعة نحو لوكاس لاعلاجه , كذلك فعلت القرصانة , تركت كلاوني و توجهت    نحو تابعها , و جلست تتفقد حالته متجاهلة كونها في معركة ,

لم ياخد الامر بضع توان قبل ان يقرر باقي القراصنة الانضمام , لكن مايا قيدتهم بشبكتها ,

فحصت (انا) لوكاس بسرعة , بالكاد هناك اتر , على عكس العملاق بجانبنا ,

اصبحت القرصانة غاضبة حقا ,شعرت انها سوف تدبح الجميع من على تلك السفينة , لذلك , رششت بعض الماء عليها

سالتني “ ما الذي تحسب نفسك فاعلا ؟ “ سوف انقذ هدا الرجل اولا , بامكاننا الشجار لاحقا ,

تركت تلك المعركة القصيرة انطباعا مفاده ان هذه القرصانة لديها اسبابها , لكنها لم تصدق اني معالج

اخبرتها مجددا “ انا معالج , لقد تعرضت للعديد من الصدمات المشابهة من طرف لوكاس سابقا ,  حتى  لو     تمكنتي من ايقاف النزيف , سوف يموت بعد بضعة ايام على افضل تقدير , لذلك ففرصتك الوحيدة في انقاذه هي انا “

سالتني “ و لما علي تصديقك ؟ “

ليس عليك تصديقي ,لاكون صريحا سيكون موتكم هنا يا رفاق افضل من بقائكم ,

الا انني املك الكثير من الاسئلة

تراجعت القرصانة ,و طلبت (انا ) من مايا ان لا تتدخل اكثر , وافقت على طلبي بكل هدوء ثم عادت الى جانب سيدتها

انفجرت دراعه تماما , جسده الان في حالة صدمة , كما ان النزيف لا يتوقف , تنفسه متسارع, تحول  الدرع    الصخري الذي كان يغلفه الى حصا , ذلك مضحك حقا , كوني انقذ الشخص الذي يفترض بي اقتله ,

بدات بالقاء الطاقة عليه , يعتمد الامر على مدا تحمله للالم , حتى مع كونه فاقدا للوعي , بدا جسده بالصراخ ,هيا اهدا ايها الطفل الكبير , لا يزال ينتظرك الكثير من هذا , بعد قليل , توقف النزيف التماما

ذلك كان متعبا بحق , توجهت القرصانة نحوه , “ انه يتنفس حقا “

قاطعتنا مايا “ من الافضل لكم ان تسلموا انفسكم “ ضحكت القرصانة و انتقلت بعيدا عنهم ,

“لقد خسرنا المعركة , لكننا لم ننتهي بعد , سلمونا المعالج  و الا اغرقنا السفينة ”

غضبت هانا “ ما الذي تقصدينه , الم تكفكم المتاعب التي تسببتم بها الى حد الساعة ؟ “

رفعت القرصانة ذراعها , فاذا بقديفة مدفع قادمة من السفينة الاخرى

ازالت القرصانة غطاء وجهها “ ما رايك ان تجعل الامور اسهل علينا ايها الطبيب ؟ “  قالتها بابتسامة شريرة ,طالما انها من تقترح ذهابي معها فكيف لي رفض طلب انسة جميلة   ؟

تدخلت هانا “ لن يذهب احد من هذه السفينة معك “

ردت القرصانة “ اصمتي ايتها الطفلة , هذا لم يعد مرتبطا بك بعد الان “

قبل ان ترفع القرصانة يدها مرة اخرى اخبرتها اني قادم معها شرط ان اصطحب الطفل معي

ليس كانهم قادرون على اصابتي باي سوء , “ ذلك خيار حكيم , و الان ايتها الساحرة , اتركي رفاقي وشانهم “

اومات براسي لمايا ان تطلق سراحهم , تم بداوا بالتراجع نحو سفينتهم ,

عندما اقتربت من حافة السفينة , توقفت مكاني , سالتني القرصانة “ ماذا هناك ايها الطبيب ؟”

تقدمت مايا و كلاوني و هانا ايضا “ سوف ناتي ايضا “

غضبت القرصانة “ و لم علي ان احضركم معي ؟ “ رفعت القرصانة يدها و اطلقوا قديفة اخرى , قامت الامواج بتحريف مساره هذه المرة  ,ردت هانا عليها “ نريد ضمان  سلامته لا اكثر  “ ,

سخرت مايا منها “ الم تقولي قبل قليل انه وحش لا يحتاج الحماية ؟ “

قالت القرصانة “سوف نطلق سراحه بمجرد انهائه لمهمة صغيرة “  , لكن هانا رفضت التراجع “في هذه الحالة سوف نرافقه و نحميه فقط  “

لم تجادل القرصانة كثيرا بعدها ,

ذلك قبل ان تتكلم مايا ايضا “ في الحقيقة هناك كيس لحم نريد حمله معنا ايضا “  انها تقصد السمين ,

اكاد اسمع صوت دمها يغلي من مكاني , لكنها تراجعت و سمحت لهم جميعا بالمجيئ

ثم ابتعدت جميع السفن , لم نتكلم بعدها كثيرا قبل وصولنا الى اليابسة ,

انتهى الارك الاول