أيا بحر كم شدّتني
نسائمُك
حَمَلَتْها الرياح بشوق
دثًّرَتْني
وإلى شاطىء الأحلام
أَتَيْتُها
أترقّب جوابا لأحرف
بين أمواجه
كنتُ قد سَكَبْتُها عَبَراتٍ
عليها
ما خذلتني وقد
احتضنَتْها
حكت عن أحداث ظلت
تتبعني
وأنا التي قضيت عمرا
أعاركها
بعد أن أوصد النسيان
أبوابَه
اختارت أن تظل لغزا
دفينا
فغاصت في أعماقه
مختبئة
لتتخذ المحارَ مسكنا
لها
أيا بحر لِما الجفاءُ الآن؟
هلاّ حقّقْتَ مرادي
فكم سَأَلْتُ أمواجُكَ
متوسّلة
هل مازالت أحرفي
أسيرةً لديك؟
أجابتني غير مبالية
أنَّى لها الفرار وهي
سجينة
رجوتها أن تُشْفِقَ لدمعي
وضعفي
أن تسافر بها بعيدا حيث
حلْمُها
لعلّها تعثر على جواب
طال أمدُه
هي مفرداتُ أحرفٍ
ستظل تائهة
ما لم يُشْفِي جَوابٌ نارَ
شَوْقِها
أيا بحر ما عدت أدري
منكَ شيئا؟
هل أنت أسير لا تملك
أمرْكَ
أم أنا الأسيرة
وأحرفي
كم خدعتني ثورةُ أمواجِك
العاتية
ظننتها قادرة على فكّ
قيدي
أن تنتشلني من براثين
عبودية
ما نَشِدْتُها لنفسي
ولا لغيري
ستظل لغزا تاريخا
أبديا
كأسطورة نحيا عليها
وأجيالُنا
تُحكى فيها قصصا
على شاطئك
اغتيلت أحلامُها على
غفلة منها
في العتمة قضت
أيامَها
وكلُّها أملٌ أن يَبزغَ
نورُ فجرِها
سميا دكالي
