طفلانِ..
أنا وأنتِ..
تحوكُ دروبُنا الخُطى..
تُلَوِّنُ أزاهير أيّامنا فراشات المنى..
يدُكِ الصغيرةُ تحضنُ يدي..
تطاردُ شوقَ أعوامِنا الظلالُ..
نعدو تارةً..
نستريحُ تحت أفياءِ الجدران العتيقة..
كلُّ شيءٍ يرقصُ معنا..
حقائبُ كُتُبِنا..
أقلامُنا..
إصبعُ طبشورٍ سرقناه من خزانةِ معلمتِنا..
كلُّ شيءٍ يركضُ معنا..
الشمسُ..
الغيومُ الباسماتُ..
الطيرُ..
الزهرُ..
بقايا العمر..
الزهر.. والشجر..
قامتُكِ الأنيقةُ وأنتِ ترتدينَ درَّاعةَ المدرسة..
أنامِلُكِ الصغيرةُ وهي تخُطُّ أوَّلَ حرفٍ..
في أبجديّةِ الحُبِّ..
حُلُمٌ تقاسمناهُ يوماً..
فوقَ سنابلِ اشتياقاتنا..
قلبُ عاشقٍ رسمناه على جذعِ زيتونتنا..
وسهمٌ أخرقٌ شقَّ عُبابَ دِماه..
أين أنتِ..؟
أين أنا..؟
أين في قلبيْنا ذيّاكَ الطفلُ البريءُ..؟
أين صرحٌ بنيناهُ من رملِ حديقتِنا..؟
أين خيطُ طيَّارَتِنا الورقيةِ الهاربة..؟
مازال معقوداً بإصبعي الصغير..
أخشى عليه أكثر مني..
حين قلتِ لي :
أمانة في عنقكَ هو..
لا تفُكَّ عقدتَهُ حتى لو بلغتَ السبعين..
وها أنا ذا..
تخطَّى بي العمرُ واحاتِ الحنين..
وخيطُكِ مقطوعٌ وصالُهُ..
أيْنَنَا..؟
طفلانِ مازلنا..
أنتِ وأنا..!!
الشاعر سالم الغزولة/ العراق