روتين مسائي

You are currently viewing روتين مسائي
روتين مسائي


أتهادى في ضباب المساء، وخاطري الضيق يخنق أنفاسي ،خطوي يمازحني وهو يلعق برودة الطريق. مطر متوقع ؛ لكنه لن يأتي فالشتاء ابتلعه الصيف. كلب يتشمم ففي مكان ما أنثى تحلم بالجراء.
المقهى ممتلئ بموتى محتملين.ومقعدي في الواجهة ينتظرني. وقهوتي السوداء تقبل حاملة مرارتها. لتحتسيني.جريدتي ترجمني بأخبار سيئة. لاشيء يسر. القيها بجانبي في غير أكثرت.
يقبل صديقى شبيه ثعلب زفاف. يبدو مرهقا ، وقلقا فالزلزال ترك على جدران بيت الورثة شقوقا تنذر بالخطر، حاول ان يخفي قلقه تحت قناع سعادة مبتسرة . سألني عني ، فاكتفيت بابتسامة أقرب إلى التجهم. فغير مجرى الحديث.. وسار يتلو علي لائحة الموتى . تضايقت قليلا وانا أتمتم ترحما. سكت قليلا ثم تنهد وهو يشتكي من جشع السوق ويحاول التوسع في تحليل الأوضاع. ومالبث أن ابتلع لسانه بعد نظرة استنكار حادة
غادرنا المقهى صامتين ونحن نشق الظلام. وما لبثنا أن افترقنا عند مفترق الطرق. سار كل منا وحيدا يجتر أحزانه.
أمام البيت وقفت أبحث عن المفتاح في جيوبي. قهقه طويلا وانا أراه منغرزا في القفل. صعدت الدرج وفي المنتصف وقفت لا أدري اصاعد ام نازل. وأخيرا جلست على درجة انتظر الجواب.


الكاتب المصطفى كووار/ المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.