رسالة ضائعة

You are currently viewing رسالة ضائعة
رسالة ضائعة

على الضّفةِ الأخرى من النهر..

رأيتُكَ تمُدُّ يدا من يُتْم..

يَلُوحُ دخان قطارك البعيد..

أنظرُ إليك..

أمعنُ النظرَ فيك..

يا تُرى ماذا يريد..؟

غضَضْتُ بصري عنك..

رحتُ ألهو بلملمة أوراق الخريف..

أرسم منها قصيدة..

أكتُبُها غيمةً في المنافي..

شدَّني الفضولُ ثانيةً أنْ أنظرَ إليك..

لم أرَكَ هناك..

على الضّفَةِ الأخرى من نهركَ الغريب..

فتّشْتُ عنك بين أكوامِ الرُّكام..

لم أجدك هناك..

أغصانُ يدِكَ اليتيمةِ وحدَها..

تحتضنُ شغَفَ الضِفاف..

وبقايا من رمادِ ليلَتِكَ الأخيرة..

كلُّ ما تبّقَى منك..

وحرفٌ ساقطٌ من بيتِ القصيد..

ومِديَةٌ حزَّتْ نبضَكَ الخافت..

رَمَقُ اشتعالِكَ الأخير يأكُلُ مِنْسَأَةَ الفَوْت..

يلفظُ أنفاسَ الوقتِ المصلوب..

يسُوعُكَ يجوبُ شتاتَ الدروب..

وفيروزُكَ عاريةٌ تُمَشِّطُ أرصفةَ الطرقات..

هناك.. على الضّفَةِ الأخرى من النهرِ الكَئيب..

أنتَ.. وظِلُّكَ..

ونبِيٌّ من حَجَر..

يحملُ في جعبَتِهِ رسالةً ضائعة..

وصُندوقَ بريدٍ أكَلَ بقاياهُ الذبول..

نبضُ انتظارِكَ قلبٌ بلا وريد..

على الضّفَةِ الأخرى من النهرِ الحزين..

أنتَ.. ومراياكَ المتكسرة..

لظى أيامِكَ شتات..

وبقايا عمرِكَ المُتَآكِلِ صَدَأٌ من حديد..

على الضّفَةِ الأخرى من النهر..

نوافِذُ شوقِكَ تبكي..

وعلى بابِكَ تجاعيدُ تحملُ حمّى الوصول..

ريحُ صمتِكَ تعوي..

وعلى دربِ انشِطارِكَ..

رُفَاتٌ..

وبقايا شهيد..!!

الشاعر سالم الغزولة / العراق

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.