ذاك المساء
هذه أنا ما تخلفت يوما
عن ليلي
محتضنة إياه بحنان
وعلى مسرح الحياة
مترنما يسدل ليلي ستائره
ناشدا السكينة
أجدني بشوق
أرنو وفنجاني إليه
باحثة عن نفسي فيه
بين أحضان سكونه أرتمي
أقلب صفحات مساءاتي
تلك التي حُذفت من عمري
وما شبهتها وأنا أعبرها
كم رجوت العمر طامعة
أن يعود إلى الوارء قليلا
سائله إياه بلهفة:
تُرى متى يأتي ذاك المساء؟
لأتحرر مني وقيودي
وأقف عند مسائي
الذي سأرى فيه الحياة
وعليل نسائمه التي تعرفني
ماخذلني وهو يرمقني
وقد احتضنني بعد ترقب
والنجوم مشعة في سماءه
تلتمس الدجى لتكون قنديله
وروحي تناجيه بعد غيبة
وعن غدنا نرسم طريقنا
بل طريق كل الحزانى
نعبر بأشياءنا التي لم تصل
حين اعترضتها مساءاتي
لتتنهد سنيني الباقية
وعينها على أمنياتها
من غدر الزمان لها.