في عِيادة الأسنان حسناء جميلة جالسة ترمقني بنظراتها، رمتني بسهمٍ شقَّ قلبي فكاد أن يفطر
وقفتُ أمام مرآة كانت تُقابلني حتى ضحكتُ من ملامح وجهي ورأسي الأصلع، فأنا صرتُ أيضًا دون رموش وأهداب وذقن لا يلمع بخيط فضة وثيابي تشبه ثياب موظف
حتى رأيتها تقترب نحوي لم تَدنُ كثيراً لكن حضورها طاغيًا، فسألتني هل أنت (حسن) قلت لا أنا الحسين أخوه الأصغر، فهو يكبرني بخَمْسة دقائق وأضيفِ عليهم دقيقة أخرى فردت إذاً أنتَ ما أبحث عنه فهل لم تعرفني مثلما أنا عرفتك رغم شكلك الذي تغيّر
للأسف لم أعد أذكر شيئًا فالنسيان على عقلي سيطر، وحتى غداء الأمس هل كان مرٌّ كالعلقم أم لذيذاً كالسكر، وذكرياتي القديمة خلعتها كما سأخلع ضرسي اليوم وبقت في عُلْبة في عُلِّيَّة من بيتي مع دفتر، وإن كُنا قد إلتقينا قبل هذا اليوم سأجد اسمك مدون في كُرّاس مُعطر والحقيقة أنا لا أسجل إلا أسماء الحبيبات فهن كثر وأكثر أكثر من عَشْرُ نِسْوة وإن لم أجد اسمك سأبحت مطولاً بين السطور لعله يظهر أو يخطر فضحكت، ما أجمل ضحكتها كبرعم أفَاقَ من نَومهِ تواً نفضَ عنه الندى وأزهر، تركت رقم هاتفها لعلني أتذكر…..
في دفتري حكايات
وقِصص يصعب على القلب سردها، في دفتري خواطر لطالما هبَّت رويداً نسائِمُ ربيعها وجعلت خريف أيامي تتحسر، في دفتري بوح شفيف وهمس لطيف وقلب بسيط ، نَظِيفٌ أبيض إلا أن الحُـب والغَرام أصاب منه المقتل
في دفتري دموع لم تجف بعد ووجوه سعد وعهد ووعد وكلمات لا تشبه أي كلمة، في دفتري مرسوم قلبًا يخترقه سهمًا وحرفًا منقوش بعناية، وتَراءى لي طيفًا كان ذات يوم الأَبْهَى والأجمل والأفضل
لم أبقى هناك ليخلع لى الطبيب ضرسي لأني لم أعد أقوى على ذلك بعدما خُلع قلبي وسُحب نبضي وعدتُ أجر أذيال خيبتي لأفتح دفتري وأبحث بين ثناياه عن تلك المُغامَرة، بقى رقمها عندي وكل ذهني وفكري في إجراء المُكالَمة، لكني لم أتصل أبداً، فقط هي مُكالمة واحدة وإتصال واحد لطبيب الأسنان أردتُ عَقّارًا أو دواءً لِيسكت ألمي
🖊
الكاتب الحسين صبري ليبيا