هاجر في رحلة للبحث عن حياة أفضل وسبيل للنجاة.
ما كانت الغربة يوما من ضمن مخططاته، لكنه لم يجد بدا منها. حتى لا تفلت منه حبيبته التي عاهدته أن تنتظره حتى يعود.
قضى سنتان في الغربة، استحمل عناء الشغل وغربة الوطن والأهل، لبناء عش الزوجية الذي سيليق بحبيبته. استطاع أن يوفر المال أخيرا ، هاتفها بكل شوق، أنه عائدا إليها إلى وطنه . إجابتها لم تطفىء لهيب شوقه ، فقد كانت نبرة صوتها باردة . لم يهتم لذلك ، ربما هي غاضبة لتأخره عن الاتصال بها هذا ما واسى به نفسه.
عاد المسكين غانما ، طرق بابها ليخطبها من أهلها ، لم يجبه أحدا . سأل أحد الجيران عن أهل البيت ، فأخبروه أنهم في رحلة بمناسبة زواج ابنتهم الوحيدة. صعق بسبب وقع الخبر عليه ، لقد كاد أن يغشى عليه لولا أن تمالك نفسه.
ما يعرفه أنه هاجر بحثا عن السعادة إلى مكان بعيد طرقه معبأة بالضباب. لكنه لم يكن يعلم أنه سيجد غير الشقاء في استقباله. وأنه سيموت ببطء بسبب خيانة عهد.