حقيبة الذكريات

You are currently viewing حقيبة الذكريات
حقيبة الذكريات

أَطلَّ من بين ثنايا الأيام
ما دَفَنتُه يوما تحت الحطام
رَكِب أجنحةَ الحمام
وتشدَّقَ بشعارات السلام
إلتهم المسافاتِ وسابقَ الغمام
لِيُعانِق رُفاتَ ذكرى
وينطق صمت الآلام
ويحتسي نخباً
فوق حقل ألغام

سافرتُ بناظري ..
في وجوهٍ طواها الزمان
سَقَطتْ عن تَقاسِيمِها
الحياةُ .. و الألوان
تَوَارَت أطْيافُها خلفَ الذاكرة
تلفُّها خيوطُ دخان
أَحكَمَتْ وِثاقَها
في زاويةِ النسيان
فغَابَتْ عنها عُطورُ الشوق..
وبكَتْ فَقْدَها تفاصيلُ المكان

بحَثْتُ بين الضلوع
عن بقايا الحنين
ما وجدتُ غيرَ..
صرخةٍ مكتومةٍ.. وأنين
بَحثْتُ عن طيف ابتسامة
لوَّنتْ يوماً دُنيا الحالمين
فوَجَدْتُني أمامَ سيولِ دمعٍ
غسَلَتْ معالمَ الخدِّ الحزين
راسمةً أخاديدَ تَنْعِي
وفاةَ الخافقِ المسكين

هو …
الماضي بما حواه ..
من جراحات
كنت أوْدَعتُه يوما ..
حقيبة الذكريات
واليومَ فَتَحْتُها لأتذوق..
صنوفَ الوَيْلات
بِسخاءٍ سَقَيتُها بماء الأحداق ..
وحرارةِ الآهات
زَرَعتُ فيها جميلَ أحلامي…
ووجعَ الخيبات
دَفنْتُها رفقةَ عَثَراتي…
و بوحِ الأغنيات
وَارَيْتُها التراب وذرفتُ عليها…
آخرَ الدمعات
غَسَلْتُ بها نُذُوبَ العشقِ…
وجنونَ النبضاتِ

وها أنا أعيدُها ..
إلى ركنِ المتلاشيات
وأغلقُ بالأقفال كل المنافذِ
أمامَ الذكريات
غير آسفةٍ بِعْتُها واشتريتُ
حاضرَ اللحظات
فعادَتْ البسمةُ تزينُ من جديد
ثغرَ الأمنيات
تُرَصِّعُ معزوفةَ الحياة
بأرقِّ النوتات
وبمدادِ الأملِ تكتبُ ولادتي
من رحمِ المعاناة

وفاء أوعمو المغرب

سميا دكالي

أقدم بين يدي كل عابر على صفحتي عصارة إحساسي مترجمة أحداثا قد أكون عشت بعضا منها. وأخرى صادفتها عند غيري, اتمنى ان تنال إعجابكم وسيكون لي شرف من سيتابع كتاباتي.